الإجراءات الاستثنائية التي طرأت على قوانين الدفن بالمغرب لا تقتصر فقط على ضحايا فيروس كورونا، بل شملت أيضاً الموتى الذين يتوفون خارج مدنهم بالمملكة لأسباب مختلفة. وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، وجه دورية إلى الولاة والعمال في الأقاليم والجهات تمنع نقل الجثث داخل عمالات وأقاليم التراب الوطني. وشددت دورية وزير الداخلية، التي اطلعت عليها هسبريس، على منع نقل الأموات بين المدن مهما كان سبب الوفاة، أي في حالة وفاة شخص معين خارج مدينته في مصحة أو في مستشفى يتم دفنه في أقرب مقبرة إليه. وأوقفت المصالح الجماعية المختصة إجراءات نقل الجثث داخل عمالات وأقاليم التراب الوطني، بعد قرار وزير الداخلية، الذي جاء في إطار السلامة الصحية للمواطنين. ومنعت السلطات المحلية في إقليمالعرائش، أمس الخميس، نقل جثة شخص توفي في المستشفى الإقليمي بالمدينة إلى القصر الكبير، حيث كان يقطن، وذلك تطبيقاً للقرار الصادر حديثاً عن وزير الداخلية. وتوضح دورية السلطات أيضا إجراءات دفن ضحايا وباء "كوفيد 19" بالمغرب، إذ شدد وزير الداخلية على ضرورة التنسيق مع المصالح الصحية في حالة الوفاة بالفيروس، ودفن الهالك في أقرب وقت ممكن، بالإضافة إلى نقل الجثة المفترضة مباشرة إلى المقبرة دون توقف سيارة الإسعاف. ويأتي تشديد هذه الإجراءات، بعدما تبين أن الفيروس يمكن أن يبقى على قيد الحياة في جسم الميت لمدة معنية. لذلك تشدد التعليمات على اعتماد معدات وقائية خاصة بنقل ودفن مرضى كورونا، من نظارات واقية للوجه وأقنعة وبذلة خاصة ووزرة بلاستيكية إلى صناديق خاصة بالجثث. ويبدو أن تشديد إجراءات الدفن ومنع نقل الجثث بين المدن بالنسبة للمتوفين لأسباب غير مرتبطة بوباء كورونا جاء بعد تحول بعض الجنائز في المغرب إلى بؤر عائلية لتفشي "كوفيد 19". وكانت وزارة الصحة أكدت أن ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا المستجد ناتج عن ظهور "بؤر عائلية" يوماً بعد يوم، الأمر الذي تسبب في تمركز الوباء في بعض الأقاليم والعمالات. وتشير آخر المعطيات الصادرة عن وزارة الصحة إلى ارتفاع عدد المصابين بفيروس كورونا في المغرب إلى 1431 حالة، إلى حدود الساعة العاشرة من صباح اليوم الجمعة. وأوردت معطيات مُحينة لوزارة الصحة أن عدد المتماثلين للشفاء بلغ 114 بفضل 5 حالات جديدة، بينما عدد الذين توفوا جراء إصابتهم بهذا الفيروس ناهز 105، بسبب وفاة 8 حالات جديدة.