أوقفت عناصر من الشرطة القضائية بخريبكة، مساء الخميس، فاعلا جمعويّا نشر شريطا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يدعو من خلاله سكان المدينة إلى تنظيم الاحتجاج أمام المستشفى الإقليمي الحسن الثاني، وهو ما اعتبرته النيابة العامة والمصالح الأمنية تحريضا على الاحتجاج، وخرقا لقرار تقييد الحركة ضمن حالة الطوارئ الصحية التي تعيشها البلاد، بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد. وقال المعني بالأمر، في الشريط الذي اطلعت عليه الجريدة، إن الجمعية التي يشرف على رئاسة مكتبها، كانت تحصل على مياه التعقيم من المصالح التابعة للمجمع الشريف للفوسفاط، من أجل تعقيم المرافق الداخلية للمستشفى الإقليمي الحسن الثاني بخريبكة، قبل أن تتفاجأ الجمعية بمنعها من الحصول على كميات إضافية من تلك المياه. وأضاف الفاعل الجمعوي ذاته، أنه قرّر الاحتجاج أمام المستشفى الإقليمي الحسن الثاني بخريبكة، ودعا عموم المواطنين إلى الالتحاق به والاحتجاج بهدف الضغط على المكتب الشريف للفوسفاط، مشدّدا على أن احتجاج السكان سيدفع المعنيين بالأمر إلى توفير كميات وافرة من مياه التعقيم، ومواصلة العمل في سبيل الله وخدمة الوطن والمواطنين. وفي المقابل، أوضح مسؤول في المجمع الشريف للفوسفاط، أن المصالح المعنية بتوفير مياه التعقيم تجنّدت منذ بدء العملية، وتواصل في الآن تزويد السلطات بكميات كبيرة من تلك المواد المعقّمة، سواء بمدينة خريبكة أو بضواحيها، غير أن الإجراءات التنظيمية المعتمدة تسير في اتجاه ضبط العملية أكثر، تجنبا لاحتشاد المواطنين أو الجمعويين أمام نقطة توزيع مياه التعقيم. وأضاف المتحدث ذاته أن المصالح المعنية توفّر صهاريج كثيرة من تلك المياه المعقمة، لكن العملية تتمّ في الوقت الراهن بطريقة مؤطّرة ومضبوطة، وعلى يد السلطات المسؤولة عن عميات التعقيم وتحديد الأماكن والمرافق والفضاءات التي تتطلب التعقيم، ويأتي المستشفى الإقليمي الحسن الثاني في مقدّمتها، مشدّدا على أن توزيع مياه التعقيم بشكل عشوائي قد يشكّل خطرا على مستعمله. يُشار إلى أن النيابة العامة أمرت بوضع الموقوف رهن تدبير الحراسة النظرية لفائدة البحث الذي تجريه المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية بخريبكة، من أجل التحقيق معه وتحديد الدوافع والملابسات المحيطة بنشر شريط يدعو فيه سكان المدينة إلى الاحتجاج، في ظل حالة الطوارئ التي تمنع مغادرة المنازل وتنظيم التجمعات.