تحت وسم "#بقاو في ديوركم–توجيه نبوي"، تدعو مجموعة من الفيديوهات التي أنتجتها الرابطة المحمّدية للعلماء إلى الالتزام بتدابير الحجر الصحي المفروضة في هذه الظرفية الخاصّة التي يعيشها المغرب والعالم أجمع، موصية ب"الأخذ بالأسباب مع صحيح الاعتماد على الله عز وجل". وتنطلق هذه "الكبسولات المصوّرة" من أحاديث نبوية، يستقي منها محمد السرار، رئيس مركز ابن القطان للدّراسات والبحوث في الحديث الشريف والسيرة النبوية، دروسا ينبغي الاعتبار بها واتباعها لوقف انتشار جائحة فيروس "كورونا" المستجدّ. أوّل الأحاديث النبوية التي تفتتح سلسلة الفيديوهات التوعوية هذه، الحديث الذي يقول: "ليس من رجل يقع الطاعون، فيمكث في بيته صابرا محتسبا، يعلم أنّه لا يصيبه إلا ما كتب الله له، إلا كان له مثل أجر الشّهيد". وقال محمد السرار إنّ هذا الحديث نادر المثال في إدارة الأزمات العامّة والأوبئة الجارفة والأمراض الجائحة من أقسى الأزمات العامة التي تصيب البشرية على مسيرها الطويل على هذه الأرض، مضيفا أنّ الحديث عن الطاعون الذي لا أثر له على البسيطة والحمد لله، في وقت أصاب فيه الكثير من دول العالم وباء جديد ومرض عامّ طارئ، ينتقل بالعدوى، وهو وباء كورونا المستجدّ الشبيه بالطاعون لأنه وباء عامّ، وبما أنّ العلّة واحدة، صحّ أن يكون هذا الحديث النبوي إطارا يؤطّر الناس خلال هذا الطارئ الجديد. وذكّر المتحدّث بأنّ "النبي صلى الله عليه وسلم وجّه الناس توجيها عظيما عابرا لحدود الزمان قائلا إذا وقع الطاعون، أيْ أيُّ وباء، ووجّههم في حال نزول الوباء بالمكث في البيت كإجراء احترازي لازم الاتباع، ورتّب على هذا الحجر الصحي الذي تُدخَل فيه المنازل وتلزم، أجرا عظيما مثل أجر وثواب الشهيد، ولو خرج من هذه المحنة سليما معافا لم يمسّه شيء". ويتوقّف هذا الثواب، وفق محمد السرار، على شروط أربعة، هي: "المكوث في البيت، وأن يكون المكث بحال الصبر وحبس النفس على شيء تكرهه، ولا يكون بحال الانزعاج والقلق والتشويش، ومن أشدّ أنواعه نشر الإشاعات والأكاذيب في مواقع التواصل الاجتماعي، وثالث الشروط أن يجمع إلى الصّبر الاحتساب ويرجو ثواب عمله من الله وحده، ورابع الشروط أن يكون سابق اليقين عظيم التوكل عالما أنّ الله تعالى الفاعل وحده ويعلم أن الإنسان المؤمن لا يصيبه إلا ما كتبه الله له". ومن بين الأحاديث أيضا "كان في وفد ثقيف رجل مجذوم، فأرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم: إنا قد بايعناك فارجع"، وهو، حَسَب السرار، نصّ فيما شرعه الإسلام في اتخاذ الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية من الأمراض المعدية، في الحالات العادية أو الحالات الاستثنائية، حالات نزول الأوبئة التي تنتقل من المرضى إلى الأصحاء بالاختلاط والاحتكاك، وجاء بتدبير عظيم منبّها إلى خطورة هذا الاحتكاك والمخالطَة وانتقال العدوى. كما استحضر رئيس مركز ابن القطان حديث "لا يورِدِنّ مُمرِض على مصِحّ"، الذي هو حديث عن الماشية، يأمر بعدم إتيان المريضة منها بمرض معد إلى مكان المياه الذي ترد منه المواشي، ثم تساءل: "إذا كان هذا فيما يتعلّق بالمواشي، فكيف بالإنسان الذي لا تقاس مكانته بباقي المخلوقات؟". وشدّد محمد السرار على ضرورة الالتزام بالحجر، وبمسافة الأمان، والإجراءات الإدارية عند الخروج للضّرورة القصوى، ثم استرسل قائلا: "أغلى ثروة وأعزها وأرفعها الثروة البشرية، والإجراء الاحترازي الأول الذي تتخذه الدول المسؤولة هو حمايتها، والحفاظ على سلامتها (...) فساعد بلدك على المحافظة عليك، وعلى سلامتك، باتباع الإجراءات التي اتخذتها السلطات العمومية والتقيّد بها جميعها، لمساعدة البلاد على اجتياز هذه الأزمة بسلام". تجدر الإشارة إلى أنّ هذه "الكبسولات" متوفرّة على منصة الرائد العلمية الإلكترونية التابعة للرابطة المحمدية للعلماء، في وحدة يجب التسجيل للاستفادة منها عبر البريد الإلكتروني الشخصي، أو يمكن مشاهدة مقاطِعها مباشرة على قناة أكاديمية الرابطة "Arrabita Academy" بموقع "يوتيوب".