ربما تكون إقامة مباريات كرة القدم بدون جمهور آخر شيء تتقبله الأندية والجماهير بشكل عام، لكن في الوقت الحالي الذي يشهد أزمة انتشار وباء فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، يتفق الكثيرون على أن "مباريات الأشباح" ربما تكون هي الحل الأمثل لإنقاذ الأندية. واقترح أندرياس ريتيش المدير الإداري السابق لرابطة الدوري الألماني لكرة القدم (دي.إف.إل) إقامة المباريات بدون جماهير، والتي يطلق عليها في ألمانيا "مباريات الأشباح"، قائلا إن ذلك قد يساعد في الترفيه عن الناس في الظروف الحالية. ومن المفترض أن تعقد الأندية ال36 المنافسة في مسابقتي دوري الدرجتين الأولى والثانية بألمانيا اجتماعا عاجلا غدا الثلاثاء للمناقشة بشأن الخيارات المتاحة، علما بأن المنافسات معلقة منذ أسبوعين وسيستمر التعليق حتى 30 أبريل على أقل تقدير. ولم يتضح حتى الآن ما إذا كانت منافسات الموسم ستستكمل أم لا، وذلك في ظل القيود الصارمة المفروضة من قبل الحكومة لمكافحة الأزمة والحد من تزايد انتشار الوباء. وجرى تعليق المنافسات قبل تسع مراحل من نهاية الدوري الألماني (بوندسليغا) وكذلك قبل إقامة منافسات الدور قبل النهائي في كأس ألمانيا. ورغم أن الجماهير والأندية كانت مستاءة بشكل كبير إزاء إقامة مباريات بدون جماهير قبل قرار تعليق الأنشطة الرياضية، اختلف الوضع بشكل كبير في الوقت الحالي، ويعود ذلك للأسباب المالية في المقام الأول. ففي حالة عدم استكمال منافسات الموسم، ستصل خسائر الأندية إلى نحو 750 مليون يورو (835 مليون دولار)، وسيصبح بقاء عدد من الأندية مهددا بشكل كبير. أما استئناف المنافسات واستكمال الموسم حتى في موعد متأخر عما هو متوقع، فقد يقلص الخسائر المالية بشكل كبير. وقال كيفن كامبل لاعب خط وسط فريق لايبزغ في تصريحات لمجلة "كيكر" الرياضية "إذا كان هذا هو السبيل الوحيد لإنقاذ الأندية، يجب أن تتقبلوا ذلك بمشاعر من الامتنان." وأضاف "بالتأكيد هو أمر ليس لطيفا بالنسبة للمشجعين، لكنني أعتقد أنهم سيتفهمون الأمر وسيتحملون اضطرارهم لمشاهدة بعض المباريات من منازلهم." وكان ماركوس كرويتشه مدير الكرة بنادي لايبزغ قد صرح قبل ايام بأنه يصعب عدم إقامة مثل هذه المباريات، لأن كل مسابقات الدوري الكبرى في أوروبا تسعى لاستكمال مواسمها بينما يعد حضور الجماهير في الاستادات من عدمه بمثابة أمر ثانوي في ظل هذه المرحلة. وقال كلاوس فوجت رئيس نادي شتوتغارت في تصريحات لصحيفة "بيلد" الألمانية إن عدم استكمال هذا الموسم سيسفر عن "مشكلات وجودية" لناديه وأندية أخرى. واتفق لاعبون ومسؤولون بالفعل على تجميد الرواتب أو تقليصها، كما أعلنت أندية بايرن ميونخ وبوروسيا دورتموند ولايبزغ وباير ليفركوزن، المشاركة في دوري أبطال أوروبا، تقديم 20 مليون يورو إلى رابطة الدوري الألماني لتوزيعها، في إطار الجهود للتخفيف من تداعيات الأزمة. وستعاني الأندية حتى في حالة استكمال مباريات الموسم بدون حضور جماهير، لأنها ستخسر بذلك عائدات بيع التذاكر، التي تشكل جزءا كبيرا من الدخل بالنسبة لكثير منها. وذكرت صحيفة "شبورت بيلد" في موقعها على الإنترنت أن نادي بايرن ميونخ، الذي يتبقى له ست مباريات بملعبه على الأكثر هذا الموسم، سيخسر 2ر16 مليون يورو على الأقل بينما يمكن أن تبلغ خسائر بوروسيا دورتموند 15 مليون يورو، وحتى أندية صغيرة مثل يونيون برلين وفرايبورغ، قد تصل خسائرها إلى أربع ملايين و2ر3 مليون يورو، على الترتيب. وفي مقال له بمجلة "كيكر"، اعترف ريتيش بأن كرة القدم ربما تكون آخر ما تهتم به الحكومة في الوقت الحالي، رغم حقيقة أن 55 ألف شخص يعمل بها كما يبلغ حجم أعمالها نحو خمسة مليارات يورو. لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن اللعبة الأكثر شعبية في العالم، قد يكون لها دور في الترفيه عن الناس، حتى في ظل منع الجماهير من الدخول إلى الاستادات.