اكتشف فريق من الباحثين الفرنسيين والمغاربة عظاماً وبقايا حيوانات الظباء والحمار الوحشي أكلها الإنسان، في كهف يحمل اسم "وحيد القرن" نواحي مدينة الدارالبيضاء، يعود تاريخها إلى 700 ألف سنة؛ وهي أقدم آثار لنشاط الجزارة في القارة الإفريقية، حتى الآن. ووفق ما نشرته مجلة Scientific Reports، الأسبوع الجاري، فقد وجد الباحثون عظاماً مقطعة وبقايا العديد من الثدييات وأدوات حجرية، وحوالي 37 عظمة كانت تستعمل في نشاط جزارة يعود إلى مرحلة صناعية تسمى الأشولينية ضمن العصر الحجري القديم السفلي. وذكر الباحثون أن هذه الأدوات تم استخدامها بدقة من أجل تقطيع الفرائس من خلال الجروح المختلفة الموجودة على العظام، وأيضاً آثار تفكيك الجثث، وخلصوا إلى أن المكان كان يشبه ما عليه اليوم محل الجزارة بحيث يتم نقل الحيوانات من مكان الصيد إليه. وقبل 3 ملايين سنة، كان يتم صيد الحيوانات واستهلاكها المباشر في نفس المكان في الهواء الطلق؛ لكن هذه الاكتشافات الجديدة تبين الدور المهم لفترة الأشولينية في تنفيذ السلوكات المضبوطة والمنظمة في عملية استهلاك اللحوم من قبل البشر. وحتى وقت سابق، لم يتم توثيق أدلة على استهلاك الحيوانات في الكهوف في إفريقيا؛ لكن الدراسة الجديدة تقدم الأدلة على ذلك، وأن الهومينين كانوا يحضرون لحوم الفرائس التي اصطادوها لسلخها وتقطيعها داخل الكهوف. يشار إلى أن مغارة "وحيد القرن" حيث وُجدت العظام موضوع الدراسة توجد في موقع أركيولوجي لما قبل التاريخ يسمى "سيدي عبد الرحمان" جنوب مدينة الدارالبيضاء، وقد بدأ التنقيب على الحفريات بهذا الموقع سنة 1941 وأدت أعمال استغلال هذا المقلع إلى اكتشاف مجموعة من المغارات: مغارة الدببة، مغارة وحيد القرن، مغارة الفيل، رأس شاتولي. ويكتسي هذا الموقع شهرة كبيرة؛ نظراً لبقايا الإنسان التي تم اكتشافها به سنة 1955 والتي تعود إلى حوالي 200.000 سنة، كما تم فيه اكتشاف مجموعة من الأدوات الحجرية وبقايا مجموعة من الحيوانات التي تنتمي إلى فصائل متنوعة.