منذ انطلاق "أزمة كورونا" بدأت تأثيراتها تزداد أكثر فأكثر على نفسية المواطنين، وهو الأمر الذي ازداد حدة مع تفعيل حالة الطوارئ الصحية والتزام عدد من الناس بالحجر المنزلي؛ ناهيك عن تتبع الأرقام المتزايدة لعدد الإصابات المؤكدة وحتى الوفيات. الوضع الحالي يستلزم أن يأخذ الإنسان بعين الاعتبار صحته النفسية، ويحارب تعرضه لأي من أشكال التوتر والقلق أو حتى الاكتئاب جراء البقاء في البيت طوال الوقت، أو التفكير المستمر في المرض. وفي هذا الإطار أعد المستشفى الجامعي الرازي للطب النفسي، والمركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا، دليلا للوقاية من الانعكاسات النفسية للحجر الصحي، يؤكد أن الوضع تترتب عنه اضطرابات متعددة، منها اضطرابات النوم، وسرعة الانفعال والملل، والخوف والقلق والتوتر والاكتئاب في بعض الأحيان، مشيرا إلى أن "هذه الأعراض تختلف من شخص لآخر تبعا لطبيعة شخصيته وكذا محيطه". ويبرز الدليل أن الاضطرابات ناتجة عن الضغوطات التي قد يواجهها الشخص خلال هذه الفترة، من قبيل نقص المعلومات الواضحة والموثوقة، والإحباط، والعزلة والشك والخوف من المجهول. ويوصي الدليل بضرورة الاتصال بمراكز الإنصات والإرشاد التي تم وضعها رهن إشارة المواطنين عند الإحساس بخوف من الإصابة بفيروس كورونا يفوق التخوف المعتاد بشكل يؤثر على الحياة اليومية، كاضطراب في النوم أو فقدان الشهية أو حرص مفرط على الصحة الذاتية وصحة العائلة. وحسب منظمة الصحة العالمية من المرجّح أن يعاني غالبية الأشخاص المعرّضين لحالات طوارئ، إن لم يكن كلهم، من ضائقة نفسية، ومعظمهم يمكن أن تتحسّن حالتهم بمرور الوقت. وتقدم المنظمة عددا من النصائح وجب الالتزام بها خلال هذه الفترة، أهمها ضرورة الاعتناء بالصحة الجسدية والعقلية، ما سيساعد على المدى البعيد وعلى مكافحة كورونا، وتناول طعام صحي، وهو ما سيساعد جهاز المناعة على القيام بوظيفته بشكل جيد، مع التقليل من تناول الكحوليات وتجنب المشروبات الغنية بالسكر. ومن توصيات المنظمة الدولية أيضا: "لا تدخنوا، فالتدخين قد يفاقم مخاطر المرض إذا أصبتم بالفيروس. قوموا بالتمارين الرياضية..30 دقيقة من الحركة يوميا للكبار وساعة للأطفال. واعتنوا بالصحة العقلية لأنه من الطبيعي أن تشعروا بالفزع في هذه الأوقات والارتباك والخوف، ولكن تحدثوا مع أشخاص تعرفونهم وتثقون بهم وادعموا أشخاصا آخرين في مجتمعاتكم واسألوا عن جيرانكم وأصدقائكم وأقاربكم".