تسود مخاوف وسط سكان جماعة تگانت بإقليمكلميم من أن يصابوا بفيروس كورونا المستجد بعد عملية توزيع للدقيق المدعم من طرف السلطات، أمس الخميس، دون اتخاذ الاحتياطات وتدابير الوقاية اللازمة؛ إذ اصطف المواطنون في طوابير طويلة دون أن تُحترم حتى مسافة الأمان الضرورية بين شخص وآخر. وأبدت جمعيات في المنطقة استغرابها توزيع الدقيق المدعم على المواطنين في ظروف عشوائية، دون أن تبادر السلطات إلى التقيد بالتدابير الاحترازية التي اتخذتها الدولة للحيلولة دون تفشي فيروس كورونا المستجد، معتبرة أن العملية "رافقتها تجاوزات توصف بالخطيرة ستخلف تداعيات سلبية على صحة المواطنين بهذه الجماعة". مخاوف سكان جماعة تگانت من أن تطالهم العدوى لا تعود فقط إلى عدم اتخاذ السلطات للتدابير والاحتياطات الضرورية أثناء عملية توزيع الدقيق، بل لأن الشخص الذي تأكدت إصابته بفيروس "كورونا" في إقليم گلميم زار الجماعة ومقر القيادة، ويُخشى أن يكون قد نقل العدوى إلى الموظفين وأعوان السلطة الذين اختلطوا بالناس أثناء توزيع الدقيق المدعم، حسب إفادة مصدر لهسبريس من عين المكان. وأكد المصدر ذاته أن الشخص الذي تأكدت إصابته بمرض "كوفيد-19"، وهو الحالة الوحيدة المسجلة في كلميم إلى حد الآن، زار مقريْ الجماعة والقيادة لقضاء أعراض شخصية قبل اكتشاف إصابته، "وربما يكون قد نقلَ العدوى إلى الأشخاص الذين خالطهم أثناء هذه الزيارة من أعوان السلطة، ونتخوف أن يكون هؤلاء قد نقلوا العدوى بدورهم إلى المواطنين، لأن عملية توزيع الدقيق كانت عشوائية". واطلعت هسبريس على مقاطع فيديو يظهر فيها عشرات الأشخاص وهم مصطفون ينتظرون دورهم للحصول على أكياس الدقيق المدعم، ملتصقين ببعضهم، تحت أعين عناصر القوات المساعدة الذين وضع بعضهم كمامات الوقاية، فيما لم يتخذ آخرون أي احتياطات. وبحسب المعطيات التي حصلت عليها هسبريس من عين المكان، فإن السلطات لم تُعلم سكان جماعة تگانت، التي يقطن بها أزيد من 3600 شخص، بتوزيع الدقيق المدعم، وعندما علم الناس بذلك بشكل مفاجئ، غادروا بيوتهم وتوجهوا جماعات إلى نقطة التوزيع، ما خلق فوضى ضربت عرض الحائط بالإجراءات التي اتخذتها الدولة للحد من انتشار الفيروس المستجد. واعتبر عدد من جمعيات المجتمع المدني بجماعة تگانت، في عريضة جماعية ستوجه إلى السلطات المعنية، أن عملية توزيع الدقيق المدعم على الفئات الهشة "مرت في أجواء لا تستجيب لتعليمات وزارة الداخلية ووزارة الصحة بشأن الإجراءات الاحترازية المتعلقة بمحاربة جائحة كورونا، ومنها منع التجمعات، وترك مسافة آمنة بين المستفيدين". وبحسب الوثيقة ذاتها، فإن عدد الأشخاص الذين تجمعوا في نقطة توزيع الدقيق المدعم زاد على 300 شخص، معتبرة أن عملية التوزيع، التي جرت بحضور ممثلي السلطة المحلية وبتنسيق مع قائد قيادة بويزاكارن، "مرت في ظروف أقل ما يمكن أن توصف به هو أنها كارثية، وضربت بعرض الحائط كل الاحتياطات والتدابير الاحترازية التي تم اتخاذها منذ استفحال هذا الوباء في بلادنا". وذهبت الجمعيات ذاتها إلى القول إن هذه الواقعة "تنذر ببؤرة محلية لانتشار فيروس كورونا في المنطقة"، مبرزة أنه كان بإمكان السلطات المحلية التي أشرفت على عملية توزيع الدقيق أن تنسق مع جمعيات المجتمع المدني، قصد إيجاد طريقة مناسبة للتوزيع تراعي حساسية الظرفية الحالية".