ابتكرت إدارة السجون طريقة جديدة في إدماج السجناء في المجتمع وتأهيلهم، ولكن هذه المرة ليس بتعليمهم الحرف والمهن التي تؤهلهم إلى الاندماج في المجتمع والفوز بفرصة تغنيهم عن الإجرام والسلوكات المنحرفة التي دخلوا بسببها إلى السجن، وإنما بتعليمهم الموسيقى والغناء الشعبي، إذ ترى وزارة العدل أن هذا الباب سيمكن السجناء من ولوج سوق الشغل. "" وفي هذا الإطار اتفقت إدارة سجن قلعة السراغنة مع المطرب الشعبي عبد اللطيف طاهور، على مشروع تعليم السجناء ترنينات الموسيقى الشعبية والغناء الشعبي، وفتح معهد بالسجن المذكور لهذا الغرض وإمكانية تعميمه على باقي السجناء الآخرين في حالة نجاح التجربة، وحسب مصادر مطلعة، فإنه وضعت جميع الترتيبات من أجل إنشاء محترف تكويني لتعليم السجناء، الذين يتوفرون على موهبة الغناء وعزف الموسيقى الشعبية. والعديد من المتتبعين لهذه الوسيلة الجديدة في الإدماج وإن كانوا لا ينكرون دور الجانب الفني في حياة السجين وتحقيق التوازن النفسي له، فإنهم يلحون مقابل ذلك على أن يكون هذا الجانب مكملا، وليس أساسيا أي أنه يجب على السجين تلقي تكوين مهني يمكنه من الاندماج في المجتمع وتكميل هذا التكوين المهني بالجانب الفني عوض الاعتماد الكلي على هذا الأخير الذي لا يضمن له الشغل بعد الخروج من السجن بالنظر إلى وضعية البطالة التي يعيشها الفنان. يذكر أن سجن قلعة السراغنة أحدث قبل 4 سنوات، وذلك من أجل تخفيف الضغط على سجن مراكش، وتصل طاقته الاستيعابية الآن 1200 نزيل، وأريد لهذه المؤسسة أن تكون نموذجية من خلال تزويدها بمركز بيداغوجي مكون من 7 قاعات تتوفر على كل المقومات لاحتضان ورشات التكوين المهني، لكن هذا المركز البيداغوجي لم تستغل منه إلا قاعتين: قاعة مخصصة للخزانة، وقاعة أخرى بها محترف مسرحي لفرقة الجدار الرابع. ورغم قيام مؤسسة محمد السادس لإدماج السجناء بزيارات إلى المؤسسة المذكورة حيث طالبت الإدارة بإحداث بعض التغييرات من أجل احتضان الورشات، والاطلاع على متطلبات السجن من أجل تجهيزه بمختلف آليات الضرورية لهذا التكوين، كما حدث بالنسبة إلى سجن ورزازات وتارودانت. إلا أن شيئا لم يتحقق لحد الآن، في ظل تقاعس إدارة السجون على القيام بدورها. وفي هذا الإطار قال لنا الدكتور بلماحي رئيس المجلس الإداري لمؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، "إن المؤسسة بصدد إعطاء انطلاق مجموعة من الورشات التي ستشتغل قبل شهرين على أبعد تقدير، مضيفا أنه سيتم تزويد المؤسسة بكل الآليات الضرورية لذلك.