اعتبرت الجمعية العامة في قرارها تحت عدد A/RES/66/281 أن يوم 20 مارس هو اليوم العالمي للسعادة منذ اقرار هذا اليوم بتاريخ 12 يوليوز 2012 مؤكدة أن مؤشر السعادة والرفاه عند الشعوب ينبغي أن يؤخذ بعين الاعتبار في تحديد كل الأهداف التنموية من خلال تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في معناها الشامل والعميق يعني سعادة الإنسان في هذا الكون، وفق مقاربة العدالة والمساواة والتخلص من الفقر والتفاوت الاجتماعي. ويرجع اتخاذ هذا القرار الأممي نتيجة لمبادرة حكومة بوتان البوذية (البلد غير الساحلي الموجود في جنوب آسيا، المحاذي للهند) الذي نادى منذ 1970 تبني مؤشر السعادة الوطنية أو الداخلية الخام BIB بدل المؤشر الداخلي الخام PNB المعتمد اليوم في أدبيات وتقارير المنظمات الدولية كالبنك الدولي وصندوق النقد الدولي وغيرهما.. ونتيجة لذلك اجتمع عام 2012 عدد كبير من فعاليات ومنظمات المجتمع المدني في مقرر الاممالمتحدة لمناقشة الوسائل والمؤشرات الجديدة التي ينبغي بها احتساب الرفاه والسعادة عند الشعوب بدل تبني البرادغمات الكمية الاقتصادية المهيمنة والضيقة... حيث أبرزت اليوم جائحة كورونا مدى محدودية الثروة والثراء بالمقاييس التقليدية PNB في التصدي للوباء بقوة... من خلال رفع مستوى المناعة عند الأمم والشعوب على السواء. لدى مر هذا العيد الاممي هذا العام باهتا وباردا ... هل هي إذن نهاية الشجاعة كما كتبت الفيلسوفة الأمريكية سينتيا فلوري؟؟ كيف يمكن بناء كوجيوتو المناعة الدولية الذي لا يعوض؟؟ والتأسيس للإبستمولوجيا الجماعية في محاربة الوباء المحدق؟؟ ما هي ملامح مجتمع الغد الذي أتت الجائحة كورونا لتحديد تاريخ ميلاده.... ولتحديد مسؤولية مختلف الفاعلين وكيفية حذر تجول الجشع... ألم تأت الجائحة لمساءلتنا لتهمس في اذن المنظومة العالمية المهيمنة ان العولمة تظل بنيانا هشا بدون تحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية بين كافة الشعوب والأمم بحكم الترابط الوثيق بينها وان هذا الترابط القوي هو الذي يترجم هذا الانتشار السريع للوباء في الجسد البشري ويعبر عنه؟؟ هل هناك فعلا قيادة عليا كفؤه تحكم العالم بمسؤولية اجتماعية ونجاعة في الأداء تجعل الشعوب والأمم تطمئن على مستقبلها وتثق فيها وفي فعالية حكمها لهذا الكون الأرضي - فكرا وممارسة ؟؟ ألا يطبق الحديث النبوي الشريف على واقعة الوباء الذي اصاب شعوب العالم "مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى". ألا ينبغي أن يسري التعاون الدولي بين كل الشعوب زمن المجتمع الشبكي والسبرياني سريان داء الجائحة أو أكثر في المعنى الإيجابي من أجل استعادة فضائل التسامح وقيم الفضيلة في تقاسم السلطة والثروة في بناء الكون الأرضي الذي نعيشه جميعا بغية تجاوز الدوائر الخبيثة للجشع والأنانية ونبذ الآخر.... والإنكار والعبث وخزي النخب والشعبوية القاتلة... ؟؟ ألم تأت الجائحة لتؤسس لمجتمع جديد ومنظومة جديدة لحكامة دولية شفافة ومحصنة... قوامها العلم والعدل والمساواة والتضامن وإيقاف الهرولة والركض عبر العبث والتهور للمرء من دون بوصلة ومناعة وحمية ؟؟ كيف ينبغي الصمود والتحدي؟؟ ما هي المعالم التي ينبغي ان يكون عليها مجتمع الغد؟؟ غير أن لا أحد يماري أن الأمس سيكون كالغد. ألا تطبق على وضع منظومتنا الدولية للحكامة التي ابتعدت عن قيم التضامن البشري قوله تعالى: "مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ" (العنكبوت).