حملة "بقا فدارك" ليست الوحيدة التي تحتل مواقع التواصل الاجتماعي للمغاربة، فعلى امتداد الأيام القليلة الماضية باشرت العديد من الجمعيات مبادرات لحث المواطنين على ضرورة إيلاء الاهتمام اللازم، نظافة ومأكلا وملبسا، لجميع "المتشردين" والمهاجرين الأفارقة القادمين من جنوب الصحراء، والمتفرقين على شوارع المملكة. وتؤكد المبادرة على صعوبة الظروف التي تجتازها هذه الفئة في سياق تفشي فيروس "كوفيد 19"، ما يقتضي التدخل لتفادي إصابة أفراد منها، وهو ما يعني نقل الوباء إلى عدد كبير، وتشكل بؤر لاحتضانه ونقله إلى المارة أو المشتغلين بجوار الأماكن التي يسكنها المتشردون والمهاجرون. وعاينت هسبريس على مستوى العاصمة الرباط استمرار بعض التحركات المتفرقة أثناء فرض "حالة الطوارئ الصحية"، ويتعلق الأمر بحراس السيارات والمتشردين؛ فيما يظل مهاجرون من إفريقيا جنوب الصحراء متمركزين في مكانهم بساحة "باب شالة"، طوال النهار، في انتظار فرج الاستقرار أو "الفردوس الأوروبي". وتعيش هذه الفئة هلعا استثنائيا خلال الفترة الحالية، بسبب تكثيف الأخبار حول انتشار فيروس "كورونا"، وهو ما دفع العديد من التنظيمات الجمعوية إلى مباشرة سلسلة حملات للمطالبة بإيواء المشردين، تفاعلت معها السلطات في إنزكان بافتتاحها القاعة المغطاة الخاصة بالمدينة لاحتضانهم في ظروف صحية. وفي مقابل التزام السلطات الحيطة من خطوات مثيلة في العديد من المدن، انبرت جمعيات وتنظيمات مدنية إلى تزويد الأفارقة والمتشردين بالغطاء والمياه والصابون والمعقمات الكحولية، بمدن الدارالبيضاء وأكادير وتيزنيت، مطالبة بتعميم المبادرة، وتكفل المجتمع المدني بهذه الفئة، إلى حين تجاوز الجائحة الوبائية. وفي المغرب يوجد أزيد من 4 آلاف مشرد، منهم 250 طفلاً، وفق أرقام رسمية لسنة 2018، يجوبون شوارع المملكة، في حين تقدر جمعيات مدنية عدد أطفال الشارع ما بين 30 و50 ألف طفل. وإلى حدود اللحظة، لم تصدر وزارة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة، أو السلطات الوصية على القطاع، أي تعليمات لحماية هذه الفئة من خطر فيروس "كورونا". كما أن الأشخاص الذين يقومون بجمع القمامة في المغرب لضمان لقمة العيش يعرضون أنفسهم لمخاطر مرتفعة للإصابة بالوباء.