وجه الملك محمد السادس، العديد من التعليمات الى المسؤولين الترابيين من ولاة وعمال وكذلك المؤسسات العمومية المعنية بالاشخاص في وضعية صعبة، بل ان روح المبادرة الوطنية للتنمية البشرية جزء من دعمها موجه للفئات الهشة واطفال الشارع . لكن مع الاسف، نجد ولاية جهة سوس ماسة ومعها المسؤولين الترابيين بالعمالات والاقاليم، لم تتفاعل مع هذا الوضع الغير الانساني الذي بدأ في الانتشار بالشوارع والازقة بمناطق سوس ماسة، مع بداية موجة البرد. – مشردون يواجهون الصقيع ب "الكرطون " عندما تهدأ مدن سوس ليلا وتخيم السكينة في أحيائها، ويعود الجميع لمنازلهم تبقى فئة "المشردين" في الشارع تبحث عن مكان لقضاء الليل، هم رجال ونساء، أطفال وشيوخ يفترشون الكرطون ليلا، يقاومون البرد في وسط تنعدم فيه شروط الأمن والنظافة وكل شروط الحياة، قمنا بالتنقل ليلا للتقرب من هذه الفئة ومعرفة أسباب تواجدها بالشارع وعدم توجهها لدور الاجتماعية فوقفنا على حقائق يندى لها الجبين. البداية كانت من ساحة الباطوار بالقرب من محطة الحافلات وسيارات الاجرة، حيث وجدنا، حوالي 30 شخصا معظمهم أطفال وبعض النسوة ، واصلنا السير الى كورنيش المدينة، حيث وجدنا أطفال أخرين ونساء سألنا بعضهم عن مبيتهم المعتاد، فكشف أغلبهم أنهم يبيتون في الحدائق ضمن مجموعات، خوفا من ضرر قد يلحقهم، خصوصا ان عدد منهم قد قتل على يد " سفاح المشردين" والذي اعتقلته السلطات الامنية قبل خمسة أشهر بمدخل مدينة اولاد التايمة، والذي وصل عدد ضحاياه من المشردين حوالي سبعة . من ضمن المشردات أمهات مطلقات وعجائز، رفضت العديد منهن الحديث معنا، فتقربنا من عجوز لم تكشف عن إسمها الحقيقي، تعد من بين النسوة اللواتي عاشرن الأرصفة لسنين طوال في حسب ما صرحت به لنا، وكشفت لنا بعض أسرار المتشردات الأخريات اللواتي انضممن إلى فئتهن لغرض التسول ويفترشن الأرض لذات الغرض ولا يعدن لمنازلهن قبل منتصف الليل. – جمعيات مختصة " غائبة " وبعضها عمله " موسمي" أخبرنا بعض المشردين ، عن إهتمام الجمعيات بهم ، فكشف للجريدة ، أن السؤال عنهم او الاهتمام بهم ، يأتي فقط في مناسبات ، إما زيارة مسؤول الى مدينة أكادير ، او في فترة الاعياد وكذلك شهر رمضان ، والذي يعتبر بحسبه الشهر الرحيم بهذه الفئة ، من أكل وشرب وكسوة ، ويعتبر فصل الصيف الشهر الذي لا يحتاجون فيه الى الفراش مع سخونة الجو . وفي سؤالنا عن الأسباب التي دفعت بعض النسوة للخروج للشارع، بعضهن يتهربت عن سرد قصصهم والبعض يحصرن الأمر بمشاكل مع العائلة او وفاة الزوج، ولم يعد معيل للاطفال. – ساحة الباطوار أكبر نقطة لتجمع المشردين ساحة الباطوار، وبشكل يومي يلاحظ توافد كبير من المشردين، إما من هوامش المدينة، او من بعض المدن القريبة اكادير، فأغلبهم هاجر الى المدينة، بعد توالي الجرائم بمحيطها ، خوفا من اعتداء قد يطالهم من مشردين أكبرهم سنا او من غرباء أخرين . – المشردين " الافارقة" الفئة الاكثر "تجمعا" من الفئات التي دخلت مجال " التشرد" بمدينة أكادير او مدن سوس، هم الافارقة القادمون من دول جنوب الصحراء، وضعيتهم لا تختلف على اوضاع المشردين المغاربة، حيت يتجمع العديد من هؤلاء قرب مرائب بمحاداة المحطة الطرقية المسيرة، في وضع غير إنساني يفترشون " الكارطون" في جو بارد، وكان عدد من ساكنة اقامة الزرقطوني قد وجهوا شكايات لسلطات أكادير، بتحويل ذلك التجمع من الافارقة الى مكان لائق، غير أن الوضع بقي على حاله، في الشتاء والصيف.