كيما طفلة مغربية عمرها خمس سنين، تتعلم في روض مدرسي حر بعاصمة إقليم من أقاليم المملكة. وتيدروس هو المدير العام لمنظمة الصحة العالمية في الوقت الحاضر. فما وجه الجمع بين هذين الاسمين في هذا الكلام؟ ظهر المدير العام مرات في المدة الأخيرة وهو يتحدث عن جائحة كورونا، وقبل يومين، أبى إلا أن يعطي بنفسه للعالم درسا عمليا في كيفية غسل اليدين، كواحد من الإجراءات الوقائية من عدوى الوباء، وقد أراد أن يكون نموذجيا في هذا الغسل الشامل فأدخل أصابع اليد اليمنى بين أصابع اليد اليسرى من أمام ومن خلف ثم عمل الشيء نفسه في الاتجاه الآخر. أما الطفلة كيما فقد سألها أحد أصدقاء والدها، وكان ضيفا عندهم قبل شهر، على سبيل المداعبة، عن الدرس الذي تعلمته في المدرسة في ذلك اليوم، فقالت: "أكملنا فرائض الوضوء". فلما طلب منها أن تذكر هذه الفرائض، تعجب من حفظها المتقن لبعض المفردات التي أعادته إلى ذكريات طفولته عندما تلقى الدرس نفسه وهو في الابتدائي، وذكرت الطفلة من جملة الفرائض غسل اليدين وتخليل أصابعهما. تذكر الضيف كلام الطفلة في بيت الصديق وهو يشاهد السيد تيدروس في التلفزيون يعلم العالم كيف يخلل الأصابع عند غسل اليدين، وضحك مندهشا من كون الطفلة قد توجهت إلى أمها الحاضرة في الجلسة لتقول لها بالعامية: "رأيتك عند الوضوء لا تخللين الأصابع كما علمتنا المعلمة". أما كاتب هذه السطور فقد تذكر شيئا له صلة بالموضوع، ذلك أنه كان منذ عقدين من الزمن عند عائلة في مدينة سلا، وعلم أن أحد أبناء عائلة أصدقائه ازداد وكبر في ألمانيا حيث كان والده عاملا إلى أن تقاعد، ولما عادت الأسرة إلى الوطن عاد الولد الشاب بعروس طبيبة، ألمانية شقراء اعتنقت الإسلام، وكان مما قربها منه أنها أنجزت أطروحتها في الطب في موضوع "الأمراض الناجمة عن عدم نظافة اليدين" (Les maladies des mains sales)، وكانت تقول: "على المسلمين أن يشكروا أن دينهم يوجههم إلى غسل اليدين عدة مرات في اليوم أثناء الوضوء للصلاة".