يعتبر التدخين من أكبر المخاطر الصحية، التي يمكن تجنبها، ولذلك تزداد أهمية الإقلاع عن التدخين مع جميع الأعمار وبغض النظر عن التاريخ السابق للتدخين. وقال فولفجانج بيرينز، رئيس جميعة غير المدخنين في براندنبورج برلين، إن الكثيرين يواجهون صعوبة كبيرة في الإقلاع عن التدخين؛ نظرا لأن السجائر تسبب نوعا من الإدمان بفعل النيكوتين السام للأعصاب. وأضاف بيرينز أن التدخين يعد مسألة عقلية، وإذا لم يتمكن المرء من الإقلاع عن التدخين في المرة الأولى، فلا يجب عليه أن ييأس، بل يتعين عليه التعامل مع سلوكياته أثناء التدخين وتدريب عقله؛ نظرا لأن الأمر يتعلق في المقام الأول بكسر العادات. العلاج السلوكي المعرفي وقد أظهرت الدراسات أهمية العلاج السلوكي المعرفي في نجاح الإقلاع عن التدخين. وأوضح البروفيسور راينر توماسوس، الطبيب النفسي بالمستشفى الجامعي هامبورج إيبندورف، قائلا: "لا يمكن تعويض الاعتماد النفسي من خلال الأدوية". وأضافت ميشيلا جوكه، رئيس وحدة الوقاية من الإدمان في المركز الاتحادي للتربية الصحية، قائلة: "تمتاز البرامج الناجحة بأنه يتم تنفيذها بواسطة قادة دورات مؤهلين، ولا يتم الترويج لها بضمان النجاح". نقطة النهاية وينصح الخبراء الألمان باتباع طريقة نقطة النهاية؛ حيث يتم فيها تحديد يوم ثابت لا يسمح فيه بالتدخين، ويكون التحضير الذهني لهذا اليوم من العوامل الحاسمة في الإقلاع عن التدخين. وإذا كان الاعتماد البدني على النيكوتين قويا، فإنه يمكن الاستعانة بطريقة علاج بديلة إلى جانب العلاج السلوكي؛ حيث إنها تعمل على تقليل أعراض الانسحاب في المرحلة الأولى للإقلاع عن التدخين. علاوة على وجود بعض الأدوية للمساعدة في الإقلاع عن التدخين، وغالبا ما تكون المواد الفعالة بها بوبروبيون وفارينيكلين، ولا يمكن صرف هذه الأدوية من الصيدلية إلا بواسطة روشتة طبيب، وتعتبر هذه الأدوية بمثابة الخيار الثاني لعدة أسباب من ضمنها الآثار الجانبية. وهناك العديد من الطرق العلاجية الأخرى للإقلاع عن التدخين مثل التنويم المغناطيسي والوخز بالإبر وتمارين التنفس أو البرمجة اللغوية العصبية (NLP). وأشار راينر توماسوس إلى أنه لم يتم إثبات فعالية هذه الأساليب عمليا، مؤكدا أن طريقة الإقلاع عن التدخين تختلف من شخص إلى آخر، ولا توجد طريقة تتناسب مع كل الأشخاص. زيادة الوزن وهناك العديد من المدخنين يخشون أن يزداد وزنهم بعد الإقلاع عن التدخين، وأوضحت ميشيلا جوكه أن التغيير في عملية الأيض بعد الإقلاع عن التدخين قد يؤدي إلى زيادة طفيفة في الوزن، ولذلك من الأفضل اتباع نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية. وسرعان ما تظهر الآثار الإيجابية للإقلاع عن التدخين وتفوق أية آثار سلبية، مثل زيادة الوزن؛ حيث ينخفض ضغط الدم وتعود نبضات القلب إلى المعدل الطبيعي، كما تظهر درجة الحرارة الطبيعية في اليدين والقدمين، ولذلك فإن الإقلاع عن التدخين يمثل فائدة صحية أكبر من زيادة الوزن قليلا. *د.ب.أ