تتواصل معاناة المواطنين المغاربة العالقين بالمطارات والمعابر الحدودية، عقب القرارات التي أعلنتها السلطات المغربية، بخصوص تعليق الرحلات الجوية والنقل البحري مع عدة دول، جراء تفشي وباء "كورونا". وعلق عشرات المواطنين المغاربة في مطار "أورلي" الفرنسي، بينهما محاميان عن هيئة تطوان، ويتعلق الأمر بكل من عصام ناجي وصلاح الدين أكدي، وفق ما أكده كمال المهدي، نقيب هيأة المحاماة بمدينة تطوان لجريدة هسبريس الإلكترونية. وأضاف المتحدث ذاته أن الزميلين الأستاذين عصام ناجي وصلاح الدين أكدي، أخبرا من طرف سلطات مطار "أورلي" بإلغاء رحلتهما التي كانت مقررة على الساعة السادسة من صباح يوم الأحد، وربما وضعهما يعيشه مواطنون مغاربة آخرون من الراغبين في العودة إلى المملكة. وقال كمال المهدي إنه اتصل برئيس جمعية هيئة المحامين بالمغرب، لاتخاذ وزارة الخارجية مبادرة التعاون لتيسير وتسريع عودة المواطنين إلى وطنهما، كما وجه رسالة نصية عبر تطبيق واتساب إلى وزيرة المغاربة المقيمين بالخارج لنفس الغاية، و"أظن أن المصالح الوزارية المعنية تقوم بما يلزم لضمان نقل آمن وسريع لمواطنينا إلى البلاد". واستحضر المهدي تواجد محام عن هيئة طنجة عالق هو الآخر بمطار بروكسيل، مع مباشرة مجموعة من الاتصالات من طرف نقيب المحامين بهيئة طنجة لتيسير عودته، مؤكدا أن الوضع المرصود تعيشه مختلف المطارات الأوروبية في ضوء القرار المفاجئ المتخذ من طرف الحكومة، بتعليق الرحلات الجوية والبحرية مع العديد من دول أوروبا. وتواصلت هسبريس كذلك مع عدد من المغاربة الذين كانوا قد غادروا صوب إسبانيا بسياراتهم، ولا يزالون عالقين إلى حد الساعة. وقال عدد من المواطنين العالقين بإسبانيا التي تحولت إلى واحدة من بؤر تفشي فيروس "كورونا": "نحن مائة مغربي، كنا في إجازة في جنوب إسبانيا مع أطفال ونساء في سياراتهم المسجلة في المغرب وعلقنا عند نقط الحدود منذ مساء الخميس. كما يمرر مسؤولو الجمارك الإسبان مواطنيهم العالقين بالمغرب؛ لكن مرورنا نحن ممنوع". في المقابل، عرف مطار مراكش، انطلاقا من يوم أمس، احتجاجات لسياح أجانب للمطالبة بتوفير رحلات تسمح لهم بالعودة إلى بلدانهم، ويستمر الوضع قائما إلى حدود الوقت الحالي. وفي غضون ذلك، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مخاطبا المواطنين الفرنسيين الراغبين في السفر من المغرب إلى بلادهم، إنه "ستُنظم رحلات جديدة في أقرب وقت، من أجل تمكينهم من العودة". وأضاف ماكرون، في تغريدة على حسابه بموقع "تويتر"، "أطلب من السلطات المغربية الحرص على القيام بكل الإجراءات الضرورية حول الموضوع". من جهته، أعلن جان إيف لودريان، وزير الخارجية الفرنسي، أمس السبت، أن الرباط وافقت على السماح برحلات العودة إلى الوطن للمواطنين الفرنسيين. وقال المسؤول الحكومي الفرنسي إن أولى الرحلات الجوية إلى فرنسا أقلعت في وقت سابق من اليوم نفسه. ولم تعلن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، إلى حد الساعة، عن أية إجراءات من أجل استقبال المغاربة العالقين على الحدود. وأفاد سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، بأن هناك وحدات أزمة في جميع قنصليات البلاد تحاول التواصل مع المغاربة العالقين. كما يتم التنسيق بين وزارة الخارجية والوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج، واصفا وضع هؤلاء العالقين ب"المعقد". وتابع رئيس الحكومة قائلا ضمن لقاء بُث عبر وسائل الإعلام العمومي، إن هناك "خلية أزمة مكونة من 25 شخصا تتابع مشكل المغاربة العالقين". ودعا العثماني المغاربة العالقين إلى التواصل مع هذه الخلية وقنصليات البلاد، من أجل إرشادات وطرق تدبير أمورهم، قائلا هي "علاقة معقدة" تحكمها العلاقات الدولية.