قالت وزارة الصحة إنه فيما يتعلق بفيروس "كورونا" المستجد فإنه، إلى حدود اليوم، لا يزال المغرب في مرحلته الأولى، والتي تهدف إلى الاكتشاف المبكر لكل حالة وكذا احتواء الفيروس والتكفل بالحالات. وأكدت الوزارة، ضمن بلاغ لها، أنه، إلى حدود اليوم الأربعاء، سجلت المنظومة الوطنية لليقظة والرصد الوبائي 78 حالة محتملة: 6 حالات مؤكدة ضمنها حالة وفاة واحدة، و73 حالة تم استبعاد إصابتها بعد تحليل مخبري سلبي لمرض "كوفيد -19". وتشير وزارة الصحة إلى أنه تم تعزيز مراقبة نقط العبور الجوية والبحرية والبرية، عبر المراقبة الصحية للمسافرين القادمين من المناطق التي تعرف انتشارا واسعا للمرض، حيث وإلى حدود يوم الأحد 8 مارس 2020 تمت مراقبة أكثر من 35000 شخص. وتبرز الوثيقة أنه منذ ظهور الوباء العالمي المتعلق بفيروس "كورونا" المستجد، وبتنسيق مع اللجنة الوطنية للقيادة، عمات على تحيين المخطط الوطني للاستعداد والتصدي لطوارئ الصحة العامة، وتفعيل الخطة الخاصة بالرصد والاستجابة لمرض "كوفيد-19"، والذي يتمحور حول الرصد والمراقبة الوبائية، والتكفل والوقاية واحتواء فيروس "كورونا" المستجد، إضافة إلى الحكامة والتنسيق داخليا وبين القطاعات، وكذا التوعية والتواصل، ويتم تنزيلها عبر ثلاث مراحل: مرحلة تسجيل حالات وافدة، ومرحلة انتشار الوباء على نطاق ضيق، ومرحلة انتشار الوباء على نطاق واسع. وقالت وزارة الصحة إنها في إطار المجهودات الاستباقية التي تقوم بها الوزارة، بشراكة مع جميع المتدخلين، تم اتخاذ الإجراءات والتدابير التي تهم الوقاية والتكفل واحتواء الفيروس؛ من خلال: إعداد وحدات العزل الصحي والتكفل بالحالات منذ الاشتباه في إصابتها إلى غاية استكمال فترة عزلهم أو التكفل بهم، مرورا بالتأكيد المخبري (بكل الجهات والأقاليم)، بما في ذلك الوحدات المتنقلة للعزل الصحي المجهزة بتقنية الضغط السلبي وكذا معدات الإنعاش الطبي، وتزويد المختبرين الوطنيين المرجعيين لوزارة الصحة (المعهد الوطني للصحة ومعهد باستور- المغرب) وكذا مختبرات الصحة العسكرية بالمستلزمات الطبية للتحاليل المخبرية، وتعبئة سيارات الإسعاف المجهزة بنقط العبور ووحدات العزل الصحي، وتكوين وتحسيس مهنيي الصحة حول المرض وإجراءات تشخيص الحالات والتكفل بها، مع تدابير الوقاية من انتشار الفيروس. ومن ضمن الإجراءات التي قالت الوزارة إنها قامت بها عقد اجتماعين للجنة الوطنية للخبراء من أجل التوافق حول معايير التشخيص والعلاج، والحكامة والتنسيق؛ من خلال تفعيل اللجنة المركزية للتنسيق البين قطاعية، والتنسيق الدائم والمتواصل مع مختلف المتدخلين من خلال مركز القيادة المركزي، ناهيك عن التوعية والتواصل من خلال تفعيل الرقم الاقتصادي (ألو اليقظة الوبائية 0801004747) من خلال استقبال استفسارات المواطنين حول مرض كوفيد-19؛ (إلى حدود يوم الثلاثاء 10 مارس 2020، تمت الإجابة على 4823 مكالمة مع المداومة 24 ساعة على 24 و7 أيام في الأسبوع). وفي الإطار نفسه، أنشأت الوزارة نافذة خاصة بمرض "كوفيد-19" بالبوابة الإلكترونية لوزارة الصحة، يتم تحيينها مرتين في اليوم، (شق يتضمن معلومات خاصة بمهنيي الصحة، وشق آخر لفائدة عموم المواطنات والمواطنين)، مع تنظيم ندوات صحافية بصفة منتظمة مع إعداد وتوزيع ونشر البلاغات الصحافية، إضافة إلى مشاركة مسؤولي وزارة الصحة في البرامج الإعلامية الإذاعية والتلفزيونية تنويرا للرأي العام، وإعداد وتوزيع دعائم التوعية والتحسيس بكل جهات المملكة، مع برمجة حملات تواصلية جهوية ومحلية. وتقول الوزارة إنه مع الإعلان عن اتساع رقعة الإصابة بالفيروس في بعض الدول الأوروبية والأسيوية والعربية، "رفعت السلطات في بلادنا من درجة الجاهزية والتأهب الصحي في مختلف النقط الحدودية وكذا المؤسسات الصحية المرجعية، وكما سبق أن أعلنت اللجنة الوطنية للقيادة عن مواصلتها لتتبع الوضع الوبائي على المستوى الدّولي وعن التدابير الإضافية المحتمل اتخاذها". ومن ضمن الإجراءات التي أعلنت الوزارة على اتباعها رفع عدد الأسرة المخصّصة للتكفل بالحالات المحتملة بالعديد من المستشفيات، وإنشاء خلايا للأزمة على مستوى قنصليات المملكة وسفاراتها بالدول التي تشهد انتشارا كبيرا للوباء للتواصل مع الجالية المغربية المموجودة بها ومواكبة مستجدات أوضاعها الصحية ومدّها بالنصائح الوقائية والاحترازية، مع اتخاذ قرار بمنع تصدير الكمامات إلى خارج البلاد، وتأجيل التظاهرات الرياضية والثقافية المبرمجة ببلادنا، وإلغاء التجمعات المكثّفة، وتدبير الرحلات من وإلى الدول التي تعرف تفشيا للوباء، وآخرها إلغاء الرحلات الجوية من وإلى إيطاليا حتى إشعار آخر.