وأخيرا يتمكن فريق رجاء بني ملال بعد مرور 20 دورة من تحقيق أول انتصار له على حساب ضيفه سريع وادي زم بهدف للاشيء في مباراة جمعت بينهما الاثنين على أرضية الملعب البلدي بوادي زم، برسم لقاءات الدورة ال20 لأندية القسم الوطني الاحترافي الأول. هذا الانتصار الأول الذي حققه الفريق منذ انطلاق منافسات البطولة الاحترافية لأندية القسم الوطني الأول لكرة القدم، بفضل هدف المخضرم ياسين الصالحي في الدقيقة 35، يفتح، حسب متتبعين، بصيصا من الأمل أمام فارس عين أسردون، الذي كان قاب قوسين أو أدنى من الاستسلام النهائي لحتمية النزول إلى القسم الوطني الثاني بعد الخيبات المتواصلة التي حصدها طيلة مباريات الدوري الاحترافي الأول. ورغم أن هذا الفوز الذي حققه رجاء بين ملال سيبقيه في المركز الأخير برصيد 8 نقاط بفارق 7 نقاط عن اتحاد طنجة الذي يحتل المركز ما قبل الأخير، فإن من شأن هذا الفوز الثمين، وفق هؤلاء المتتبعين، أن يعطي شحنة معنوية قوية للاعبين من أجل الاستماتة في الدفاع عن حلم البقاء ضمن بطولة الصفوة، رغم صعوبة المهمة المحفوفة بتحديات كبيرة، ومواجهات قوية مع فرق تنافس من أجل الصفوف الأولى أو الانعتاق من شبح النزول. وكان مدرب الفريق محمد مديحي قد صرح قبل أيام قليلة بأن استمرار فارس عين أسردون ضمن البطولة الاحترافية لأندية القسم الوطني الأول لكرة القدم "أصبح من سابع المستحيلات"، وذلك بعد الهزيمة التي كان قد مني بها أمام فريق الرجاء البيضاوي، لكنه عاد خلال الندوة الصحافية التي عقدت عقب مباراة الاثنين ليفتح أملا جديدا ويشحذ عزيمة لاعبيه من أجل ضرورة مواصلة التحدي ولو أن المهمة تبدو شبه مستحيلة بالنظر إلى الظروف العامة التي يعيشها الفريق. في هذا السياق قال المدرب مديحي: "أعرف أن كل الأندية ترى في رجاء بني ملال القنطرة السهلة، لكني أؤكد أن فريقنا لن يكون سهلا، وسيدافع على كل حظوظه أمام كل الأندية". إن المرارة التي تحدث بها مديحي سابقا حين أقر أن فريقه "لا يتوفر على المقومات "الكفيلة باستمراره ضمن بطولة الصفوة، سرعان ما تحولت يوم الاثنين إلى إشادة بلاعبيه وإصرار على التشبث بأمل البقاء بعد هذا الانتصار الذي "قد يحرر اللاعبين من الضغوط النفسية وعقدة الانتصار "الذي حرموا منه طيلة 19 دورة خلت، أدت إلى الانفصال عن مجموعة من المدربين وغضب جماهيري واسع جعل الأغلبية تبتعد عن حضور لقاءات الفريق، ينضاف إلى ذلك استقالة رئيس الفريق. في المقابل يرى عدد من الملاحظين الرياضيين أن الانتصار الأول "لن يغير من واقع حال" الفريق الملالي شيئا، خصوصا وأنه "تحقق على حساب فريق ضعيف" يصارع بدوره من أجل البقاء ضمن القسم الوطني الأول، علاوة على أن رجاء بني ملال تنتظره مباريات حارقة "لن يستطيع مجاراتها في ظل مجموعة من المشاكل ما فتئت تزيد من معاناته، في مقدمتها تواضع لاعبيه والخصاص المادي، وعدم جاهزية ملعبه" مما سيضطره للعب باقي مباريات الموسم الحالي خارج قواعده. فهل سيشكل هذا الانتصار بداية تحول نحو التحرر والانعتاق من شبح النزول إلى القسم الوطني الاحترافي الثاني؟ ذلك ما سوف تجيبنا عليه الدورات المتبقية من البطولة الاحترافية للقسم الوطني الأول لكرة القدم... وسيحل رجاء بني ملال يوم الإثنين المقبل ضيفا على اتحاد الفتح الرياضي في مباراة صعبة سيحتضنها المركب الرياضي ولي العهد الأمير مولاي الحسن ابتداء من الساعة الثامنة مساء برسم الدورة 21 للبطولة الوطنية الاحترافية لأندية القسم الأول في كرة القدم.