الخلاف أصبح معمّقا أكثر من ذي قبل بين قُطبي الحزب الاشتراكي الموحد؛ الأول تتزعمّه نبيلة منيب، الأمينة العامة للتنظيم اليساري، والثاني يقوده عمر بلافريج، النائب البرلماني عن فيدرالية اليسار الديمقراطي. وانتقل "صراع الأقطاب" إلى الأجهزة التنظيمية للحزب، بعدما أعلن المكتب السياسي "تأجيل" نشاط داخلي يُشارك فيه بلافريج. مصدر مُطلع داخل الحزب الاشتراكي الموحد كشف "تأجيل" مائدة مستديرة للقطاع النسائي، كان من المنتظر أن يحتضنها المقر المركزي للحزب بالدار البيضاء، السبت المنصرم، في موضوع "أي دور للقوى الديمقراطية في إرساء تشريعات تضمن الحقوق والحريات الفردية والجماعية؟"، بالتزامن مع اليوم العالمي للمرأة. وأوضح المصدر عينه، الذي آثر عدم الإفصاح عن اسمه، أن قرار "تأجيل" النشاط اتُخذ بعد دعوة نبيلة منيب إلى عقد اجتماع استثنائي للمكتب السياسي، مساء الخميس، ليتقرّر عدم تنظيم ندوة القطاع النسائي بمبرّر "عدم توفر شروط نجاحها"، مبرزا أن "القرار جاء على خلفية الصراع المُحتدم بين منيب وبلافريج". ولفت متحدّثنا إلى أن "قرار تأجيل الندوة بدعوى عدم توفر شروط نجاحها لا يذكر المنع ظاهرياً، لكن الأمر يتعلق بمنع نشاط يُنظمه قطاع حزبي مهيكل"، وزاد مستدركا: "قيادة الحزب لم يكن عليها أن تتفاعل مع الوضع الداخلي عبر التدخل لمنع نشاط يعود إلى قطاع مهيكل". ويعود الخلاف بين الطرفين إلى التصريحات التي أدلت بها نبيلة منيب، الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، بشأن تفشي فيروس "كورونا"، حينما قالت إنه "مؤامرة إمبريالية من صنع البشر"، موردة أن "باحثين توصلوا إلى أن فيروس كورونا مصنوع، وقد تمت صناعة دوائه قبل صناعته"، الأمر الذي خلق نقاشاً داخليا "متوتّرا" بين أعضاء التنظيم اليساري. تبعا لذلك، راسل النائب البرلماني، عمر بلافريج، رئيس الحكومة بشأن "دعم الفكر العقلاني، ومواجهة الخرافة التي تعاطى بها الكثيرون مع فيروس كورونا"، مؤكدا أن الجهات التي تربط انتشار "كورونا" بالمؤامرة "تساهم في تكريس النظرة التشاؤمية للمستقبل، ويؤثر ذلك على العلاقة بين المجتمع والمؤسسات العلمية". العديد من المتتبعين ربطوا سؤال النائب البرلماني عن فيدرالية اليسار الديمقراطي بما قالته الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد بخصوص فيروس "كوفيد-19"، لاسيما أنها قَرنت انتشار الوباء العالمي بنظرية المؤامرة أيضا، على غرار ما يتم تداوله من لدن بعض النشطاء المغاربة في الوسائط الاجتماعية. وحاولت جريدة هسبريس الإلكترونية ربط الاتصال بكل من نبيلة منيب، الأمينة العامة ل"حزب الرسالة"، وعمر بلافريج، القيادي البارز في التنظيم عينه، لنيْل توضيحاتهما حول "تأجيل" النشاط، لكن هواتفهما ظلت ترن بدون مجيب، طيلة صباح الأحد.