وفاة الإطار المعطل، عبد الوهاب زيدون، أمس الثلاثاء، متأثرا بحروقه التي أصيب بها الأربعاء الماضي أثناء اعتصام المعطلين، وجدل البرنامج الحكومي المتواصل بين مدح الأغلبية ونقد المعارضة قبيل المصادقة عليه غدا، هما الموضوعان الأساسيان اللذان هيمنا على الصحف الصادرة يوم الأربعاء 25 يناير 2012. حين تموت الأطر حرقا!! "المساء" تفاعلت مع حدث وفاة الشاب المعطل، عبد الوهاب زيدون، أمس الثلاثاء في المركز الوطني للحروق بمستشفى ابن رشد بالدار البيضاء، ونشرت خبرا في صدر صفحتها الأولى اختارت له عنوان أساسي "وفاة معطل أضرم النار في جسده داخل وزارة الرباط" وأضافت له عنوان آخر تكميلي "حكومة بنكيران تتأسف للحادث وتعد بفتح حوار مع المعطلين". وأوردت الجريدة تصريح الدكتور حسن بوكيد، رئيس قسم الجراحة التقويمية وجراحة الحروق بالمستشفى، الذي أكد أن "وفاة عبد الوهاب زيدون ناتجة عن تفاقم حالته الصحية الناتجة عن حروق من الدرجة الثالثة"، مضيفا للجريدة أنه أخبر زوجته وعددا من رفاقه، مساء الإثنين، أن حظوظ عبد الوهاب في البقاء على قيد الحياة باتت ضئيلة. وقدمت "المساء" كذلك تصريح مصطفى الخلفي، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، الذي أعرب عن أسفه لحادث وفاة الشاب الذي شبت النار في جسده عندما حاول إنقاذ صديقه الذي كان يحترق، وقال للجريدة "إنه كان يتمنى ألا يقع شبابنا في مثل هذا الحدث"، مشيرا إلى أن الحكومة حاليا بصدد التصويت على البرنامج الحكومي في البرلمان في انتظار فتح حوار مع المعطلين حول ملفهم. بدورها "أخبار اليوم" تناولت الموضوع في خبرها الرئيسي، وعنونته ب"وفاة معطل متأثرا بحروقه ومسيرة بالأكفان تضامنا معه"، كشفت فيه أن زيدون، وبعد أن قضى ستة أيام في المستشفى خضع خلالها للعلاج المكثف دون جدوى، لفظ أنفاسه الأخيرة فجر أمس بعدما نطق بالشهادتين، بعدما التهمت النيران 45 في المائة من جسمه. وأضافت الجريدة بأن وفاة زيدون، الذي احترق خطأ يوم الأربعاء الماضي بملحقة وزارة التربية الوطنية بالرباط، شكلت فاجعة لمجموعات المعطلين الذين قرروا المشاركة في جنازته أمس بمدينة سلا، وتنظيم مسيرة بالأكفان بعدها من المتوقع أن تجوب شوارع الرباط احتجاجا على ما يعتبرونه تهميشا لقضيتهم. البرنامج الحكومي.. ويستمر الجدل في الموضوع الثاني الذي حظي باهتمام الصحف قالت "أخبار اليوم" بأن عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة الجديدة، خضع "لأول تجربة لسماع النقد والتقريع في البرلمان، بعد سنوات من جلوسه على مقعد المعارضة المريح". واسترسلت موضحة، في ذات الخبر الذي حمل عنوان "بنكيران يذوق مرارة الأغلبية بعد سنوات من عسل المعارضة"، أن "النائب رشيد طالب العلمي، من فريق التجمع الوطني للأحرار، أخضع الحكومة ورئيسها لجلسة نقد قاسية، اتهمه فيها بالتراجع عن وعود حزبه الانتخابية، والاكتفاء بمواصلة السياسات المعتمدة من طرف الحكومات السابقة، وإعطاء مؤشرات سلبية تجاه الحداثة والمرأة". بدوره رئيس فريق الأصالة والمعاصرة، عبد اللطيف وهبي، اعتبر أن المنطق الديمقراطي يتنافى مع قبول حزب العدالة والتنمية الذي كان أبرز حزب معارض قبل انتخابات 25 نونبر التحالف مع حزب الاستقلال الذي كان أبرز حزب في التشكيلة الحكومية السابقة، متسائلا "كيف بالله عليكم تتحالفون مع أحزاب اتهمتموها سابقا بعدة نعوت لدرجة الإجرام"، ثم استغرب استوزار الوجوه القديمة، ووزير بدون حقيبة. وفي المقابل أسهب عبد العزبز العماري، رئيس فريق العدالة والتنمية، في الإشادة بالحكومة الجديدة وبرنامجها، لكنه لوح بالنقد، حيث وصف، تضيف الجريدة، مساندة فريقه للحكومة بالمساندة "الناصحة"، كما دعا إلى الإفراج عن المعتقلين السياسيين، خاصة السلفيين المدانين على خلفية قانون محاربة الإرهاب. ولم تخرج مداخلة نور الدين مضيان، رئيس الفريق الاستقلالي، عن نطاق المساندة، وإن رفع السقف، تصف "أخبار اليوم"، حين طالب الحكومة بدعوة إسبانيا إلى الدخول في مفاوضات مباشرة لاستعادة سبتة ومليلية المحتلتين. وتحت عنوان "البرنامج الحكومي: عدم انسجام المعارضة يسهل مهمة الأغلبية" ذكّرت "الأحداث المغربية" بأن مناقشة البرنامج الحكومي ستكتمل زوال اليوم برد الرئيس على ملاحظات وانتقادات الفرق البرلمانية، قبل أن يحال نص البرنامج الحكومي، بعد يومين كاملين من النقاش، عصر غد الخميس على تصويت النواب البرلمانيين لتنال الحكومة الثقة التي ستخولها المباشرة الفعلية لمهامها. ورأت الجريدة أن المداخلات التي برمجت أول أمس أظهرت أن التنسيق المسبق بين مكونات الائتلاف الحكومي أتى أكله وجعل من دفاع الفرق النيابية عن البرنامج الحكومي منسجما في الكثير من الأوقات، في الوقت الذي ظهرت فيه فرق المعارضة مشتتة في انتقاداتها ومفتقدة لخطاب موحد سقط في التناقض حتى في المطالب التي ساقها. [email protected]