وسط مشاهد الدمار الذي أحدثته جرافات الاحتلال الإسرائيلي في منزل الأسير وليد محمد حناتشة في حي الطيرة غرب مدينة رام الله، ترى صمودا فريدا من العائلة. فعلى ركام المنزل، علقت ميس وملك، ابنتا الأسير حناتشة، لافتات كتب عليها: "نحن نعيش ظلما وبطشا لا مثيل لهما"، و"وليد باق والاحتلال زائل"، إلى جانب العلم الفلسطيني. عند الساعة الواحدة ليلا، حاصرت قوات الاحتلال الإسرائيلي منزل العائلة، وشرعت بهدم جدرانه بالمطارق الحديدية، وسط سماع دوي انفجارات في محيط المكان. العائلة كانت قد أخلت المنزل عقب تلقيها بلاغا من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي الأحد الماضي، يفيد بنيتها هدم المنزل. لم تسلم المنازل المجاورة، التي تقطنها 13 عائلة، من التخريب. جنود الاحتلال مارسوا ترهيبا متعمدا بحق قاطنيها، حاصروا المواطنين واحتجزوهم في غرفة واحدة، تزامنا مع هدم جدران المنزل وإعلان المنطقة عسكرية مغلقة، وسط اندلاع مواجهات استخدموا فيها قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع صوب المواطنين. ميس (21 عاما)، التي اعتقلتها سلطات الاحتلال لمدة ثلاثة أيام، لابتزاز والدها، أكدت ل"وفا" أن بطش الاحتلال بالأسرى لم يتوقف عند التعذيب الجسدي، بل طال أيضا عائلاتهم من خلال هدم منازلهم، مضيفة أن الجنود التقطوا صورا لهم من أمام ركام المنزل، وهم يتبادلون الضحكات وكأنهم يتفاخرون بجرائمهم. لم تتمكن العائلة من الوصول إلى منزلها لحظة الهدم، نظرا للانتشار المكثف لجنود الاحتلال في كل مكان، واعتلاء القناصة أسطح المنازل المجاورة، وعقب انسحاب الجنود، تفقدت العائلة منزلها الذي حوله الاحتلال إلى ركام. ميس قالت: "من الصعب أن ترى منزلك الذي ولدت وترعرعت فيه أصبح ركاما.. هنا رائحة أبي وذكرياتنا، وسنبني المنزل، حتى نستقبل فيه والدي بعد تحرره من الأسر". وخلال تفقدها لآثار الدمار في منزلها، قالت بيان حناتشة، زوجة الأسير وليد وهي أم لثلاثة أبناء: "سنعيد إعمار المنزل، لأن هنا ذكرياتنا". والأسير وليد محمد حناتشة (51 عاما)، المولود في بلدة دورا جنوب محافظة الخليل، اعتقل في الثالث من أكتوبر العام الماضي، وتعرض للتعذيب في سجون الاحتلال، أثناء التحقيق معه، وأظهرت 13 صورة سربت إليه، وجود كدمات على يديه ورقبته وقدميه. وحسب بيان لنادي الأسير، فإن سلطات الاحتلال هدمت، منذ مطلع العام الجاري، ثلاثة منازل تعود إلى أسرى في سجون الاحتلال هم: أحمد قنبع من جنين، ووليد حناتشة، ويزن مغامس وكلاهما من رام الله. كما هدمت سلطات الاحتلال، خلال العام الماضي، منزل الأسير خليل يوسف جبارين من بلدة يطا، وعاصم البرغوثي من بلدة "كوبر"، ومنزل شقيقه الشهيد صالح, كذلك منزل عائلة الأسير إسلام أبو حميد للمرة الرابعة، إضافة إلى منازل أربعة أسرى من بلدة بيت كاحل شمال غرب الخليل هم: أحمد عصافرة، وشقيقه قاسم، ونصير صالح عصافرة، ويوسف سعيد زهور. واستنكرت شبكة المنظمات الاهلية الفلسطينية قيام قوات الاحتلال بهدم منزلي الأسيرين وليد حناتشة ويزن مغامس، معتبرة أن ذلك يندرج في إطار سياسة العقوبات الجماعية المخالفة لكل المواثيق والأعراف الدولية. ورأت أن "قرار الهدم، عشية فوز اليمين المتطرف في إسرائيل وتحالف المستوطنين، يأتي تأكيدا على النوايا المعلنة لدولة الاحتلال لتوسيع الممارسات العدوانية بحق شعبنا، وتنفيذ التهديدات بضم الضفة الغربية في سعي محموم إلى فرض الوقائع على الأرض وفرض حل الأمر الواقع". *وفا