في وقت عمدت فيه الجزائر إلى تخفيض مستوى تمثيلها في منتدى وزاري دولي احتضنه المغرب قبل أيام، وتحريضها دول إفريقية لمقاطعة منتدى "كرانس مونتانا" بالداخلة، نفت الجارة الشرقية للمملكة وجود سياسة عدائية مع دول الجوار. صبري بوقادوم، وزير الخارجية الجزائري، قال، خلال ندوة صحافية جمعته الأربعاء مع نظيرته الإسبانية التي تزور الجزائر، إن بلاده لا تملك أي سياسة عدوانية ضد أي دولة من دول الجوار، في إشارته إلى المغرب. وجاءت تصريحات وزير الخارجية الجزائري خلال حديثه عن بوادر أزمة بين بلاده وبين إسبانيا حول مسألة ترسيم الحدود البحرية في إطار ما يسمى المنطقة الاقتصادية الخالصة. وقال بوقادوم: "فيما يخص الحدود البحرية نحن دولة سلمية"، مردفا: "كل ما تم ترويجه حول خلافات مع إسبانيا فيما يتعلق بترسيم الحدود هو كذب". وأضاف: "تطرقنا للتعاون الاقتصادي، النفطي والغازي، إلى الجانب الثقافي والقنصلي والهجرة، إلى جانب ترسيم الحدود البحرية، وقررنا أن نبقى على اتصال مستمر". وقالت الوزيرة الإسبانية، في جوابها عن أسئلة الصحافة، إن "المغرب قد أعلن عن نيته في رسم الحدود البحرية، مثله مثل الجزائر وإسبانيا"، مشيرة إلى أنها تطرقت في اللقاء الذي جمعها ببوقادوم إلى مسألة ترسيم الحدود البحرية، مؤكدة أنها "لاقت تجاوبا من الجزائر". وأضافت أن "إسبانيا والجزائر متفاهمتان تماما فيما يتعلق بالحدود البحرية، وهناك تفاهم كبير بين البلدين؛ لأننا نعمل سويا على استقرار الساحل وحماية حوض المتوسط، إلى جانب استقرار منطقة الساحل ". نزاع الصحراء المغربية كان حاضراً في اجتماع وزير الخارجية الجزائري مع رئيسة الدبلوماسية الإسبانية، فقد دعا صبري بوقادوم إلى "احترام قرارات الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي بشأن نزاع الصحراء"، مشيرا إلى أن غياب تعيين مبعوث الأممالمتحدة خلفا لهورست كولر "سيزيد المشاكل والتجاوزات". وانتقد وزير الخارجية الجزائري تأخر الأممالمتحدة في تعيين مبعوث أممي إلى الصحراء، قائلاً: "نتمنى تعيين مبعوث قريبا؛ لأن الأمر طال كثيرا". من جهتها، أكدت ارشنا غونزليس لايا، وزيرة الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسبانية، دعم مدريد لمساعي الأممالمتحدة لتعيين مبعوث جديد إلى منطقة الصحراء. الوزيرة الإسبانية ذاتها أثارت، قبل أيام، حفيظة الجزائر، عندما أكدت أن مدريد لا تعترف ب"الجمهورية الوهمية". كما تبرأت من استقبال زميلها في الحكومة المنتمي إلى حزب "بوديموس"، كاتب الدولة الإسباني للحقوق الاجتماعية، لما تسمى ب"الوزيرة الصحراوية للشؤون الاجتماعية وترقية المرأة".