بينما تواصلُ السّلطات المغربيّة "حربها" ضدّ تفشّي فيروس "كورونا"، خاصة بعد تسجيل 33 حالة محتملة، من بينها إصابة مؤكّدة، قفزَ إلى واجهة "النّقاش" العمومي احتمال "منع" صلاة الجمعة في مساجد المملكة مخافةً من انتشارِ الوباء "القاتل"، لا سيما وأنّ السّلطات تتّجه في قرارٍ "احترازي" إلى إلغاء الأنشطة الرّياضية والفنّية. وفي ظلّ التّخوف من تفشّي فيروس "كورونا"، تتجّه السّلطات المغربية إلى إلغاء التّجمعات الكبرى والملتقيات التي تتوافد إليها جموع المواطنين، من بينها المعرض الدّولي للفلاحة، بينما لم تخرج وزارة الأوقاف والشّؤون الإسلامية بأيّ قرارٍ يخصّ التّعامل مع التّجمعات الدينية الكبرى، مثل صلاة الجمعة. وفي الوقت الذي دعت فيه دولٌ عربية إلى إلغاء صلاة الجمعة في المساجد لتفادي انتشار الفيروس الخطير، مازالَ التّريث يطبعُ تحرّكات السّلطات المغربية في هذا الموضوع، خاصة في ظلّ محدودية عدد الإصابات المؤكّدة وتبنّي وزارة الصّحة لخطوات "استباقية" للحدّ من انتشار الفيروس. ومع انتشار حالة "الذّعر" والهلع وسط المواطنين المغاربة من احتمالِ تعرّضهم للإصابة بالفيروس "الأسيوي"، تساءل نشطاء مغاربة عن تأثيراته على إقامة المراسيم الدّينية التي تشهد توافد عدد كبير من المصلّين، خاصة وأنّ الأمر يتعلّق بفيروس سريع الانتشار ينتقل من شخصٍ إلى آخر بطرق سهلة. وفي هذا الصّدد، استبعدَ لحسن سكنفل، رئيس المجلس العلمي لعمالة الصخيراتتمارة، إلغاء صلاة الجمعة في المساجد المغربية، مؤكّداً عدم توصّله بأيّ تعليمات مركزية من وزارة الأوقاف والشّؤون الإسلامية في الموضوع. وأوضح المسؤول الدّيني، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنّ "الأمور عادية ولا داعي لإثارة هذا الذّعر وسطَ المواطنين"، مبرزاً في حديثه عن التوجيهات الشّرعية حيال التعامل مع الأمراض المعدية، ومنها فيروس كورونا، أنه "يجبُ الاكثار من الدّعاء والذّكر حتّى يجنّبنا الله الآفات والمصائب". وأشار سكنفل في حديثه إلى "توعية الناس بالالتزام بما يصدر من جهات الاختصاص في المملكة من تعليمات في هذا الشأن"، داعياً المسلمين المغاربة إلى الدعاء وكثرة الاستغفار، موردا أن "وزارة الأوقاف هي التي تحدّد التّدابير التي تتماشى مع المصلحة العامة للبلاد". وفي هذا الصّدد، دعا سكنفل المسلمين المغاربة إلى الالتزام بالنّظافة والحرص على تنظيف المساجد بشكلٍ دوري"، وقال: "لو تمّ تسجيل حالة واحدة، فيجب إغلاق المسجد وفرض الحجر الصّحي على المواطنين". وأثار المتحدّث قرار المملكة العربية السّعودية "إلغاء العمرة لكنّها لم تمنع النّاس من الذّهاب إلى المساجد"، مشيراً إلى أنّ "القرار السعودي يراد منه الحفاظ على صحة المواطنين والمعتمرين الذين يتوافدون من كلّ بقاع العالم". وشدد سكنفل على أنّ هناك جهات وسلطات متخصّصة في مراقبة الوضع الصّحي هي الوحيدة المخوّل لها الحديث عن آخر التّطورات التي تعرفها بلادنا، ودعا إلى تفادي "إثارة البلبلة وسط المواطنين"، مبرزا أن "وزارة الأوقاف هي الجهة الوحيدة التي تقرّر في الأمور الدّينية".