على متن سيارة للأجرة من حي سيدي البرنوصي صوب مركز مدينة الدارالبيضاء، لا حديث بين الركاب والسائق سوى عن تسجيل حالة "كورونا" في صفوف أحد المواطنين المغاربة القادمين من الديار الإيطالية. الركاب في هذه السيارة، كما عاينت ذلك هسبريس، بدوا أكثر تخوفا من وصول الفيروس إلى البلاد وإمكانية انتشاره، وتساءلوا عن مغادرة هذا المواطن الحامل للفيروس مطار محمد الخامس رغم الحديث عن وجود مراقبة طبية به. وعبر هؤلاء عن تخوفهم من انتشار الفيروس بشكل كبير في صفوف المواطنين، خصوصا أن المصاب سبق له أن زار أقاربه وتنقل بين عدد من المدن المغربية. وأمام مستشفى مولاي يوسف الجهوي المتواجد بمقاطعة آنفا، توافد العديد من المواطنين منذ الإعلان عن أول إصابة مؤكدة بالفيروس ليلة أمس الاثنين. وتشهد جنبات المستشفى حضورا كبيرا للمواطنين الذين جاؤوا يبحثون عن تفاصيل ومعلومات بخصوص هذا المصاب. مقابل ذلك، وبحسب مصادر جريدة هسبريس الإلكترونية، فإن منتخبين من المعارضة بمجلس الدارالبيضاء وجهوا طلبا إلى عمدة المدينة لعقد لقاء مستعجل يوم غد الأربعاء، بغية تدارس مسألة ظهور فيروس كورونا ومدى تأثير ذلك على البيضاويين. وأكدت مصادر هسبريس أن المنتخبين من فرق المعارضة سيطالبون المجلس الجماعي بإلغاء كافة التظاهرات والاجتماعات واللقاءات التي ستحتضنها المدينة. وأشارت المصادر نفسها إلى كون المنتخبين سيضغطون من أجل إلغاء مباريات كرة القدم التي سيحتضنها مركب محمد الخامس باعتباره مرفقا تابعا للمجلس، وذلك مخافة انتشار الفيروس وسط الجماهير الرياضية، خصوصا وأن الملعب يحتضن مباريات دولية. ويأتي هذا التخوف في وقت طمأنت فيه وزارة الصحة، على لسان الوزير خالد آيت الطالب، صباح اليوم، المغاربة بكون جميع الأشخاص الذين خالطهم المغربي المصاب بفيروس "كورونا" لا يحملون أي أعراض، إلى حد اليوم، بشأن الإصابة بالفيروس. وأعلنت اللجنة الوطنية للقيادة، التي تم إحداثها منذ الإعلان عن حالات الالتهابات التنفسية الحادة الناجمة عن فيروس كورونا المستجد، يوم أمس الأحد، عن "تأجيل التظاهرات الرياضية والثقافية المبرمجة ببلادنا، وإلغاء التجمعات المكثفة، وتدبير الرحلات من وإلى الدول التي تعرف تفشيا للوباء".