طلبت المفوضية الأوروبية من موظفيها البدء باستخدام تطبيق الرسائل المشفرة "سيغنال" Signal بهدف إلى رفع أمان اتصالاتها. ونقلت وسائل إعلام أجنبية أن هذا التوجيه ظهر على لوحات الرسائل الداخلية الموجهة إلى الموظفين في المفوضية خلال الشهر الماضي، مفاده أنه تم اختيار Signal كتطبيق مُوصى به للرسائل الفورية العامة. وأورد موقع Politico أن هذا التطبيق الجديد لن يُستخدم لجميع الاتصالات، بحيث سيتم الاستمرار في استخدام رسائل البريد الإلكتروني المشفرة لبعث المعلومات غير السرية؛ ولكنها حساسة. أما الملفات السرية فيتم استخدام إجراءات أمنية أكثر صرامة، على أن يُستخدم Signal فيما يخص الاتصالات الخارجية بين الموظفين والأشخاص خارج المنظمة. وتأتي هذه الخطوة في وقت يحاول فيه الاتحاد الأوروبي تأمين اتصالاته في أعقاب اختراقات عديدة شهدها؛ ففي يونيو من سنة 2018، جرى اختراق شبكة سفارة الاتحاد الأوروبي في موسكو وتمت سرقة معلومات منها، كما سبق أن كشف صحيفة "نيويورك تايمز" أن شبكة الاتصالات الدبلوماسية للاتحاد الأوروبي اخترقت على مدار ثلاث سنوات. وليست المفوضية الأوروبية هي الهيئة الحكومية الوحيدة، التي طلبت من موظفيها التحول نحو Signal.. ففي شهر دجنبر الماضي، دعا حزب المحافظين الحاكم في المملكة المتحدة نوابه بالعدول عن استخدام "واتساب". ويعتبر تطبيق "سينغال" من أكبر تطبيقات المراسلة الفورية أماناً، فهو مفتوح المصدر، وعكس "واتساب" فهو لا يخزن أي بيانات حول الرسائل أو استخدام "الكلاود" لإجراء نسخ احتياطي للرسائل، وقد سبق لإدوارد سنودن أن أشار إلى أنه كان يستخدمه كل يوم. ونقل موقع "بوليتيكو" عن بارت برينيل، خبير التشفير في جامعة لوفين البلجيكية: "إن Signal يشبه تطبيق واتساب التابع ل"فيسبوك" وتطبيق iMessage التابع لآبل؛ لكنه يعتمد على بروتوكول تشفير مبتكر للغاية، لأنه يمكنك التحقق مما يحدث داخلياً لأنه مفتوح المصدر". وقد جرى تطوير تطبيق Signal سنة 2013 من قبل ناشطي الخصوصية، وهو مدعوم من قبل مؤسسة غير ربحية تحظى بدعم من مُؤسس تطبيق "واتساب" براين أكتون Brian Acton، الذي ترك الشركة سنة عام 2017 بعد مشاكل مع إدارة "فيسبوك". ويرى خبراء الخصوصية أن نظام أمان Signal أفضل من التطبيقات الأخرى، ويوضح الموقع الإلكتروني الخاص بالتطبيق على هذا الأمر بالقول: "لا يمكننا قراءة رسائلك أو رؤية مكالماتك، ولا يستطيع أي شخص آخر ذلك". وأشار موقع "بوليتكو" إلى أنه على الرغم من أن تطبيق "واتساب" يعتمد على بروتوكول Signal المعروف باسم (Open Whisper Systems)، فإن المنصة المملوكة ل"فيسبوك" ليست مفتوحة المصدر، ويواجه تطبيق المراسلة "تيليغرام" أيضاً مخاوف مُماثلة بشأن غياب شفافية حول كيفية عمل التشفير الخاص به.