انتشر فيروس "كوفيد-19" بشكل كبير في عدد من دول العالم، بعدما ظهر في الصين وتسبب في وفيات كثيرة. ولا يزال هذا الفيروس الجديد يبث الرعب في صفوف المواطنين عبر العالم، كما كثفت الدول أنظمة اليقظة لرصد أي حالة مشتبه بها لعزلها تفاديا لانتشار الوباء. وإلى حدود السبت، لم يسجل المغرب أي حالة إصابة بهذا المرض، حيث تم الاشتباه في 25 حالة تبين بعد إجراء التحليل المخبري عليها أنها سلبية، بينما سجلت في الدول المجاورة للمملكة حالات إصابة بالفيروس، خصوصاً الجزائر وإسبانيا وجزر الكناري، وتلك التي توجد فيها جالية مغربية مثل إيطاليا وفرنسا. ورغم أن المغرب يستقبل السياح بشكل يومي، فقد بقي إلى حد الساعة بعيداً عن تسجيل أي حالة، بفضل نظام الرصد واليقظة المعتمدة في المطارات والموانئ والمناطق الحدودية الذي تشارك فيه وزارة الصحة والمصالح الطبية للجيش، كما يتم استعمال آليات قياس الحرارة عن بعد للمسافرين القادمين من الخارج. ويعتبر المغرب من الدول القليلة التي لم تسجل بها أي إصابة حالياً، لكن ذلك لا يجعله بمنأى عن الوباء، وهو ما صرح به، الخميس الماضي، مدير مديرية الأوبئة ومكافحة الأمراض بوزارة الصحة، حيث قال إن منع دخوله المغرب مستحيل. وتؤكد السلطات المغربية أنها مستعدة أتم الاستعداد لمواجهة المرض، من خلال تركيز المراقبة الصحية في الحدود، وإخضاع المسافرين القادمين من البلدان التي ينتشر فيها الفيروس للفحص. وحين يتم الاشتباه في حالة إصابة، يتم إخضاعها لتحاليل مختبرية عن طريق أخذ عينة من الأنف والفم يتم إرسالها إلى مختبرين مرجعيين تتميز نتائجهما بمصداقية عالمية، هما المختبر الوطني للصحة بالرباط ومختبر "باستور" بالدار البيضاء. وللاستعداد بشكل جيد لدخول الوباء، تم تهييء غرفة خاصة في كل مستشفى إقليمي عبر البلاد لاستقبال المرضى الذين يشتبه في إصابتهم بهذا المرض. كما تم تخصيص عدة أماكن لنقل المرضى إليها، في إطار إجراءات العزل لمنع انتشار المرض. خطورة انتشار عليا وبسبب استمرار تفشيه بشكل كبير، رفعت منظمة الصحة العالمية خطورة انتشار "كورونا المستجد" في العالم إلى "أعلى مستوى"، معتبرة أن الزيادة المستمرة في عدد الحالات الجديدة والدول المتأثرة "تبعث بالتأكيد على القلق". وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبيريسوس: "لقد رفعنا الآن تقييمنا لخطورة الانتشار وخطورة تداعيات "كوفيد-19" إلى درجة مرتفعة جدا على مستوى العالم". وأضاف رئيس منظمة الصحة العالمية قائلاً: "عدونا الأول ليس الفيروس ذاته، بل الخوف منه أو الشائعات حوله، وقوتنا الكبيرة هي الوقائع العلمية والمنطق والتضامن". ولم يسلم المغرب من الشائعات بخصوص هذا الفيروس، وقد تعاطت السلطات الأمنية بحزم مع الأمر باعتقال مروجيها الذين يبثون الرعب في المواطنين. وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 20 لقاحاً قيد التطوير عالمياً، وأن العديد من العلاجات تخضع لتجارب مخبرية مع توقع نتائجها "في الأسابيع المقبلة". وتنتشر حالات الإصابة بالفيروس في عدد من الدول، من بينها الصين بؤرة ظهوره، وإيطاليا وفرنسا وكوريا الجنوبية وإيران والولايات المتحدة الأميركية ولبنان. ولا يعني عدم تسجيل حالات إصابة ب"كورونا المستجد" بالمغرب أنه بمنأى عنه، فخطر دخوله محتمل بشكل كبير، وهو ما يحتم على المغرب مراقبة أي شخص قادم أو مر ببلد يعرف تسجيل حالات للإصابة بالفيروس. وتشير الأرقام إلى أنه من أصل أكثر من 85 ألف مصاب عبر العالم، شفي حتى الآن 36500 شخص، فيما عدد الوفيات تجاوز 2900، أغلبها بالصين.