تراجع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، عن مقترح تعيين وزير الخارجية السلوفاكي ميروسلاف لايتشاك، مبعوثا شخصيا إلى الصحراء، وذلك بسبب الضجة الإعلامية التي أحدثها تسريب تعيينه دون استشارة الأطراف المباشرة المعنية بالنزاع المفتعل. وأكدت، تقارير إعلامية دولية، نقلا عن مصادر دبلوماسية، أن "الأمين العام للأمم المتحدة قد تخلى رسميا عن فكرة تعيين وزير الخارجية السلوفاكي ميروسلاف لايتشاك في منصب المبعوث الشخصي إلى الصحراء". وتأتي هذه الأحداث، لتؤكد المعلومات الحصرية التي استقتها هسبريس من مصادر أممية، والقاضية بأن "الاختيار النهائي للمبعوث الخاص للأمين العام إلى الصحراء لم يُحسم بعد"، وبأن "السلوفاكي ميروسلاف لايتشاك كان الأقرب من بين الشخصيات الخمسة التي سبق للأمين العام للأمم المتحدة أن عرض عليها تولي المهمة". وأوضحت المصادر ذاتها، أن "عددا من الشخصيات السياسية الوازنة قد رفضت طلب أنطونيو غوتيريس في لعب دور الوساطة الأممية في الملف"، مضيفة أن "هناك قبولا مبدئيا وإجماعا بنيويورك حول شخصية السلوفيني ميروسلاف لايتشاك". وكانت هسبريس، قد أشارت في وقت سابق، إلى مغبة تقلد لايتشاك دور الوساطة، على خلفية تكوينه الروسي وفكره الشيوعي المؤمن بحق الشعوب في تقرير مصيرها عبر صناديق الاستشارة الشعبية، وهو ما يتعارض مع الحل البديل والعادل الذي تقدم به المغرب، والمتمثل في الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية. كما لم تُخف مصادر الجريدة، خطورة تعيينه على الموقف المغربي، خصوصا وأن "الرجل يؤمن فقط بخيار الاستفتاءات الشعبية لحل المشاكل والملفات العالقة، كسهره سنة 2006 على تنظيم الاستفتاء بالجبل الأسود، والإسهام في انفصاله عن الحاضرة الأم صربيا". ويبقى تعيين خليفة للرئيس الألماني هورست كولر على إدارة الملف المعقد؛ رهين بمدى استشارة الأمين العام للأمم المتحدة للأطراف المعنية بالنزاع وعدم التخلي عن الأعراف الدبلوماسية المعمول بها منذ 1991. يذكر أن هورست كولر، كان آخر من تقلد منصب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، ونجح في جمع المغرب و"البوليساريو" والجزائر وموريتانيا على طاولة المفاوضات بجنيف، في دجنبر 2018 ومارس 2019؛ دون إحراز أي تقدم في القضية المعمرة لأزيد من أربعة عقود.