يبدو أن الأممالمتحدة ماضية في تعيين مبعوث خاص للأمين العام إلى الصحراء المغربية خلفا للمستقيل الألماني هورست كولر، ضاربة بعرض الحائط كل الأعراف الدبلوماسية المعمول بها منذ 1991، والمتمثلة في استشارة الأطراف المباشرة المعنية بالنزاع، مما سيعجل بإفشال العملية السياسية برمتها وإقبار الشروط والحلول السلمية العادلة. ولم ينف ستيفان دوجاريك، الناطق الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، الجمعة، ما رُوّج من أنباء حول قرب تعيين السلوفيني ميروسلاف لايتشاك في منصب مبعوث خاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء. وقال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن "أنطونيو غوتيريس لا يزال في طور البحث عن شخصية تمثله في نزاع الصحراء الغربية". وأضاف المسؤول الأممي، في رد على سؤال وجهته إليه قناة "فرانس 24"، أن "الأمين العام للأمم المتحدة يبحث مع معاونيه تعيين خليفة للرئيس الألماني السابق هورست كولر المستقيل منذ شهر ماي الماضي لدواعٍ صحية". معطيات حصرية حصلت عليها هسبريس من مسؤولين أمميين، أكدت أن "الاختيار النهائي للمبعوث الخاص للأمين العام إلى الصحراء لم يُحسم بعد"، مضيفة أن "السلوفيني ميروسلاف لايتشاك من بين أبرز الشخصيات الخمسة التي سبق للأمين العام للأمم المتحدة أن عرض عليها تولي المهمة". وأوضحت المصادر ذاتها أن "هناك قبولا مبدئيا وإجماعا بنيويورك حول شخصية السلوفيني ميروسلاف لايتشاك، الذي تولى في وقت سابق رئاسة الجمعية العامة للأمم المتحدة بين شتنبر 2017 وشتنبر 2018". وأضافت أن "عددا من الشخصيات السياسية الوازنة رفضت طلب أنطونيو غوتيريس في لعب دور الوساطة الأممية في الملف، خاصة بعد فشل الألماني كولر والأمريكي جيمس بيكر في إيجاد حل نهائي للنزاع طويل الأمد". وفي رد على سؤال بعثته جريدة هسبريس الإلكترونية، أول أمس، إلى بريد وزير الخارجية السلوفاكي، أجاب مسؤول تواصل الخارجية السلوفاكية أن لايتشاك "تلقى عروضا عديدة بخصوص مسيرته المهنية المستقبلية"، مضيفا "لن نُعلق، حالياً، على هذه العروض". جواب مسؤول تواصل الخارجية السلوفاكية لم ينفِ خبر اقتراح لايتشاك لمنصب المبعوث الخاص إلى الصحراء، وهو ما يُرجح بقوة صحة هذه الأخبار، خصوصاً أنه التقى بالأمين العام للأمم المتحدة في الثالث من فبراير الجاري. ولم يُخف متتبعون لخبايا ملف الصحراء خطورة تعيين لايتشاك على الموقف المغربي، خصوصا أن "الرجل يؤمن فقط بخيار الاستفتاءات الشعبية لحل المشاكل والملفات العالقة، كسهره سنة 2006 على تنظيم الاستفتاء بالجبل الأسود، والإسهام في انفصاله عن الحاضرة الأم صربيا". ويرى المراقبون أن الأممالمتحدة تتجه نحو فرض سياسة الأمر الواقع في التعامل مع الأطراف المعنية بالنزاع، من خلال عدم تأكيد أو نفي خبر اختيار السلوفيني لايتشاك، وعدم استشارتها في تعيينه، مما يؤكد أنه في حال عدم اعتراض أحد الأطراف المباشرة سيتم تعيينه لقيادة الوساطة بالصحراء في الأيام القليلة القادمة. وحذّر المراقبون ذواتهم من مغبة تقلد لايتشاك دور الوساطة، على خلفية تكوينه الروسي وفكره الشيوعي المؤمن بحق الشعوب في تقرير مصيرها عبر صناديق الاستشارة الشعبية، وهو ما يتعارض مع الحل البديل والعادل الذي تقدم به المغرب، والمتمثل في الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية. يذكر أن هورست كولر كان آخر من تقلد منصب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، ونجح في جمع المغرب و"البوليساريو" والجزائر وموريتانيا على طاولة المفاوضات بجنيف، في دجنبر 2018 ومارس 2019؛ دون إحراز أي تقدم في قضية الصحراء المغربية.