أصدر الدكتور بدر المقري، الباحث الأكاديمي والأستاذ الجامعي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية في وجدة، أربعة كتب بالعربية والفرنسية، تغطي حقول التاريخ الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والفكري. أول الإصدارات كتاب "نظام الأشياء: مقاربات في تاريخ الأفكار الحيوية"، الذي اعتبره بعض المهتمين بالمشهد الثقافي في المشرق والمغرب قيمة معرفية نوعية، خاصة أنه خصص الفصل الأول لدراسة كتب رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي شيمون بيريز (1923-2016) ليواكب القارئ مستجدات الفكر الصهيوني الراهن، وليدرك كيف يشتغل العقل الإسرائيلي في استشراف المستقبل المجهول. وخصص بدر المقري الفصل الثاني من كتابه لدراسة وجه غير معلوم من أوجه شخصية عمر بنجلون (1936-1975)؛ فقد جمع كتاباته السياسية وقاربها مقاربة موضوعية، بعد تصنيفها في إطار عشر قضايا فكرية وسياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية. المؤلف الثاني اختار له الكاتب عنوان "تنظيم المجال في مدينة وجدة سنة 1952" (بالفرنسية)، وجعل المدار فيه من حيث التصورات الوصفية والمنهجية، على اعتبار سياسة "التهدئة" التي نظر لها وطبقها في المغرب الماريشال "ليوطي" (1854-1934)، أصلا فكريا تمت صياغته بأشكال أخرى في الولاياتالمتحدةالأمريكية، فيما اصطلح عليه: سياسة "الفوضى الخلاقة"، في خضم الدعوة إلى "الشرق الأوسط الجديد"، سنة 2006. وثالث الإصدارات هو كتاب "التاريخ الاجتماعي لكرة القدم بوجدة" (بالفرنسية)، الذي استند فيه الكاتب، من خلال جزأين يضمان 912 صفحة، إلى آليات مصطلح "الحقل الرياضي"، مثلما نظر له السوسيولوجي الفرنسي المشهور بيير بورديو (1930-2002). واهتم الأستاذ بدر المقري، بصورة خاصة، بكتابة تاريخ كرة القدم في مدينة وجدة، في المرحلة الاستعمارية ابتداء من 1907، تاريخ احتلال فرنسا لمدينة وجدة، لاستنباط إشكال رئيسي: البنية الثقافية لممارسة كرة القدم في تلك المرحلة، باعتبار ذلك شكلا من أشكال الممانعة؛ وقد اختار عنوانا لذلك، عند الأهالي الذين كانت تحرمهم الإدارة الاستعمارية من حق ممارسة كرة القدم، معادلة "أنا ألعب كرة القدم، إذن أنا موجود". آخر الإصدارات كتاب "مقاربة تاريخية وفقهية لتنظيم المجال في مدينة وجدة"، الذي اهتم فيه الأستاذ بدر المقري بقضية تقسيم المياه (1752-1916)، من خلال تقاطع ما هو بيئي وتقني وقيمي، لأن المنظومة الثقافية تجعل من الطبيعة مصدرا للمنظومة الاجتماعية. وهذا ما يبرر انكباب المؤلف على تحليل علاقات المجتمع بالطبيعة والمكان بتوظيف مقاربات تتداخل فيها الظواهر الاجتماعية والجغرافيا. ولما كان الأستاذ بدر المقري داعيا في مشروعه المعرفي المتنوع والمركب إلى أولوية تحول المعرفة المجتمعية إلى ثقافة، فقد سعى إلى تنزيل تصوراته الثقافية العضوية في صورة ثلاثة متاحف تاريخية عمومية، أسسها بمدينة وجدة، وفق مواصفات علمية محكمة، وهي متحف ذاكرة مدينة وجدة (1881-1975)، في بهو المجموعة الحضرية بوجدة، ومتحف تاريخ الطب بوجدة (1877-1970)، في كلية الطب والصيدلة بوجدة، والمتحف التربوي الخاص بتاريخ التعليم بوجدة (1894-1977)، قرب إحدى أقدم المؤسسات التعليمية بوجدة.