حرمت قوات الاحتلال الإسرائيلي الصيّاد خضر الصعيدي من لقمة عيشه، بعدما أفقدته بصره بالكامل خلال ممارسته الصيد في عرض بحر مدينة غزة العام الماضي. ولم تتوقف جريمة الاحتلال عند هذا الحد، بل استولت على قاربه الذي يعتبر مصدر رزقه الوحيد. يقول الصعيدي ل"وفا": "أطلق جنود الاحتلال الموجودون على الزوارق العسكرية النار بشكل مباشر صوبي؛ وهو ما أدى إلى فقداني نعمة البصر"، مشيرا إلى أنه لم يشكل أي خطر على جنود الاحتلال وكان يصطاد في المنطقة المسموح بها. وتتنوع انتهاكات الاحتلال بحق الصيادين، من إطلاق نار مباشر واعتقال إلى الاستيلاء على القوارب ومعدات الصيد؛ فيما تستمر في التلاعب بمساحات الصيد. زكريا بكر، مسؤول لجان الصيادين، قال إن "أخطر شيء هو تحويل موضع العمل في البحر من قضية سياسية إلى قضية إنسانية". وفي حديث ل"وفا"، أكد بكر أن أكبر كذبة هي ما يروج له الاحتلال الإسرائيلي بتوسيع مساحة الصيد وتقديم تسهيلات للصيادين. وحسب بكر، فإن القانون الدولي يؤكد أن مساحة الصيد البحري هي 200 ميل؛ في حين نص اتفاق أوسلو على 20 ميلا، لكن مساحة الصيد تساوي صفر ميل بحري هذه الأيام. ومنذ عام 2006 وحتى اليوم، تتراوح مساحة الصيد في بحر قطاع غزة ما بين 3 إلى 15 ميلاً بحريا، كما يقول بكر. وتفرض قوات الاحتلال الإسرائيلي، منذ 2006، حصارا بحريا وبريا على سكان الشريط الساحلي؛ وهو ما أدى إلى تدهور مناحي الحياة. وتتوزع مساحة الصيد على طول ساحل القطاع البالغ 40 كيلومترا، كالآتي: يسمح الصيد في منطقة السودانية والشمال 3 أميال، ومن السودانية حتى ميناء غزة البحري 6 أميال، ومن الميناء حتى مدينة الزهراء في الوسط تصل إلى 10 أميال، ومن الزهراء الى رفح جنوبا 10 أميال. واتهم مسؤول لجان الصيادين سلطات الاحتلال بتعمد ملاحقة الصيادين وحرمانهم من مصدر رزقهم الوحيد، مؤكداً أن السيطرة الأمنية المطلقة في البحر هي للاحتلال الإسرائيلي. وتساءل المتحدث ذاته عن أية تسهيلات يتحدثون؟ فيما تستمر تلك القوات بملاحقة الصيادين على مساحة 6 أميال، كما حصل مؤخرا مع صيادين جنوب قطاع غزة. الكذبة الأخرى من قبل الاحتلال، كما يقول مسؤول لجان الصيادين، "هي إعادة 66 مركبا جرى الاستيلاء عليها في أعوام سابقة؛ لكنها عادت من دون محركات أو معدات وهي محطمة". وأضاف: "ما زال الاحتلال الإسرائيلي يمنع، منذ 2006، دخول جميع أنواع محركات المراكب ولو ذات القوة الضعيفة، إضافة إلى الاستمرار بمنع المواد الصناعية الخاصة بالمراكب". وشدد زكريا بكر على أن قوات الاحتلال تستخدم جميع أنواع الأسلحة بحق الصيادين من الرصاص إلى الصواريخ، وتغلق وتفتح البحر على مزاجها. وشهد العام الماضي 257 انتهاكا بحق صيادي القطاع، حيث تم اعتقال 35 صيادا، ما زال 9 منهم رهن الاعتقال، وإصابة 22 آخرين، والاستيلاء على 15 قاربا، وإلحاق أضرار جزئية أو كلية ب54 قاربا، وقصف موانئ الصيادين 24 مرة. *وفا