أدان الحسن عبيابة، وزير الثقافة والشباب والرياضة الناطق الرسمي باسم الحكومة، أحداث الشغب التي أعقبت مباراة كرة القدم التي جمعت بين فريقي الجيش الملكي والرجاء الرياضي البيضاوي، مساء أمس الأربعاء. وتأسف وزير الثقافة والشباب والرياضة الناطق الرسمي باسم الحكومة لأحداث الشغب التي أسفرت عن موقوفين وخسائر مادية وبشرية، مردفا أن "هذا الأمر يسيء إلى سمعة المغرب وإلى الكرة المغربية". وأضاف المسؤول الحكومي ذاته، في الندوة الصحافية، الخميس، أن "الجمهور المغربي ملتزم، ويأتي إلى الملاعب من أجل الفرجة؛ لكن سلوكات فردية مندسة تقف وراء هذا الشغب". وأشار الناطق الرسمي باسم الحكومة إلى تشكيل لجنة مشتركة من مختلف القطاعات الوزارية لمناقشة التدابير الواجب اتخاذها لمعالجة الشغب داخل الملاعب وخارجها. وتهدف اللجنة الحكومية المشتركة إلى اعتماد مجموعة من الإجراءات العملية التي سيشرع في تنزيلها بعد التوافق بشأنها؛ من ضمنها إجراءات التحسيس والتوعية، وتدبير الملاعب الرياضية من خلال الانفتاح على الجماهير المنظمة، وإشراك ممثليها في الإعداد للمباريات، فضلا عن إشراك شركات الحراسة في تنظيم وتأمين المباريات. ويرتقب أن يصدر القطاع الوصي على الرياضة أيضا إجراءات قانونية وتنظيمية جديدة لتطبيق القوانين المتعلقة بمكافحة الشغب، والذي بدأ يأخذ أبعادا خطيرة تمس سلامة المواطنين وممتلكاتهم. وبخصوص المعطيات المثيرة التي كشفتها "المهمة الاستطلاعية البرلمانية المؤقتة حول الملاعب المعشوشبة والحلبات"، خصوصا تلك المتعلقة بالاختلالات التي شابت تجهيز 44 ملعبا من طرف وزارة الشباب والرياضة في عهد الوزير الأسبق محمد أوزين، أكد عبيابة أن وزارته ستقوم بالبحث والتحري وتدقيق كل المعطيات الواردة ضمن التقرير البرلماني. وأورد المتحدث أنه "إذا كانت هناك اختلالات تستحق فتح تحقيق فالوزارة ستقوم بذلك، وإذا كانت هناك أمور تعالج على مستوى الوزارة فسنعمل على معالجتها"، مشيرا إلى أن "المهمات الاستطلاعية تساعد الوزراء على التعرف على القطاع وما فيه، سواء كانت أمورا إيجابية أم سلبية". وخلص التقرير البرلماني إلى وجود فرق بين الملاعب التي شيدتها الوزارة والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وجاء في المهمة الاستطلاعية أن "ملاعب الجامعة الملكية لكرة القدم تتميز بجودة العشب وحبيبات التعبئة من الصنف الممتاز (EPDM)، في حين تمت تعبئة العشب للملاعب المنجزة من طرف الوزارة بحبيبات المطاط (SBR) التي تنبعث منها رائحة المطاط والتي لها آثار سلبية على صحة اللاعبين، ويبلغ الفرق بينهما في الثمن لكل ملعب ما يناهز 675 ألف درهم، ناهيك عن الفروق في الجودة، وبالتالي الثمن في باقي مكونات العشب والسياج". وأكد التقرير أن الملاعب التي أشرفت إنجازها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم أقل تكلفة من تلك المنجزة من لدن وزارة الشباب والرياضة.