اتخذت السلطات البلدية في العاصمة البرتغالية سلسلة من التدابير لفائدة البيئة ، تمثلت على الخصوص في فرض قيود على حركة مرور السيارات في وسط المدينة، في إطار اختيار لشبونة ك"عاصمة أوروبية خضراء" لسنة 2020 من قبل المفوضية الأوروبية. ويثمن هذ التتويج الإنجازات التي حققتها المدينة، خاصة في مجال إنشاء فضاءات خضراء والاستخدام المستدام للأراضي والنقل الحضري المستدام والتدبير الجيد للماء والتكيف مع التغيرات المناخية. ومن أجل مواصلة السير على هذ النهج عبر بذل جهود تروم جعل لشبونة مدينة إيكولوجية وإشراك أكثر للمواطنين في الاستدامة البيئية و الاجتماعية والاقتصادية، تعتزم السلطات البلدية فرض قيود على تنقل السيارات في الأحياء الأكثر ارتيادا. ويرتقب ، في هذ السياق، وضع تدابير لتقييد حركة المرور بوسط المدينة من أجل الحفاظ على جودة الهواء وتقليص التلوث في هذه المنطقة التي تشهد تنقلا مكثفا للسيارات في النهار كما بالليل. وهكذا، قدمت الجماعة الحضرية للشبونة مؤخرا المنطقة الجديدة لانبعاثات منخفضة، في وسط المدينة ، و الذي تنص على أن تنقل السيارات في هذه المنطقة سيكون حصريا للمقيمين و حاملي الملصقات و العربات المسموح لها بالمرور من الساعة السادسة والنصف صباحا إلى غاية منتصف الليل ابتداء من الصيف القادم. وفي مارس القادم ستتم المصادقة على المشروع من قبل أعضاء المجلس البلدي الذي يترأسه الحزب الاشتراكي الحاكم ، فيما سيتم عرض القانون التنظيمي على البرلمان من أجل تدارسه . وابتداء من فاتح ماي، سيتم دعوة المواطنين إلى الحصول على ملصقاتهم وفي يونيو ستنظم حملات إخبارية وتحسيسية مع عمليات تفتيش دقيقة وفرض غرامات مالية على مرتكبي المخالفات. وأشاد رئيس جمعية محلية لويس بيزانا بهذ الإجراء الذي يأتي في الوقت المناسب، لحظة إعلان المفوضية الأوروبية لشبونة "عاصمة أوروبية خضراء" لسنة 2020 . وقال رئيس الجمعية إن فرض قيود على التنقل في وسط المدينة والأحياء التاريخية الأكثر اكتظاظا بالسياح له مزايا بيئية، مسجلا أن هذه المبادرة لها إيجابيات كثيرة فيما يخص تقليص انبعاثات ثاني أوكسيد الكاربون ونجاعة وسائل النقل العمومي و محاربة تلوث الهواء. ويصف السكان مستوى تنقل السيارات في هذه المنطقة من المدينة "بالجحيم "، إذ يأسفون لعدم تمكن أطفالهم من اللعب في أي وقت من الأوقات مع أقرانهم خارج المنزل . ومن خلال تقييد التنقل وسط مدينة لشبونة، ستقل بشكل كبير حركة مرور السيارات وستتحول بعض الطرقات إلى ممرات للراجلين . وأصبحت مدينة لشبونة رسميا في 11 يناير الماضي " العاصمة الأوروبية الخضراء "، خلال حفل تميز بحضور الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش. وخلال السنوات الماضية اعتمدت لشبونة سياسة إيكولوجية مثالية من خلال تبني تدابير ملموسة لفائدة البيئة وإيلاء اهتمام خاص للتنقل الحضري وتقييد استعمال السيارات ومن خلال إعطاء الأولوية للدرجات و وسائل النقل العمومية . واعتبرت العاصمة البرتغالية، كنموذج يحتذى في الاتحاد الأوروبي برمته ، ما يعكس أن الاستدامة والنمو الاقتصادي مرتبطان بعضهما البعض . *و.م.ع