حذرت دولة الإمارات العربية المتحدة من عواقب تصعيد عسكري محتمل ضد إيران التي كانت قد هددت في وقت سابق بغلق مضيق هرمز. ونبه وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد إلى مخاطر التصعيد في المنطقة، التي قال إنها "قد تفجر حربا وفوضى يتعديان حدودها"، داعيا إلى عدم الانسياق نحو كل ما من شأنه تصعيد المواقف غير المحسوبة. ورحب الوزير الإماراتي بتصريحات أدلى بها أول أمس نظيره الإيراني علي أكبر صالحي، والتي قال فيها بالخصوص إن "السلام والهدوء بالمنطقة يصبان في مصلحة الجميع، وإن إيران لم تسع قط إلى غلق مضيق هرمز". وأضاف الشيخ عبد الله بن زايد في تصريح صحفي أوردته وكالة الأنباء الإماراتية أمس، "يهمنا أن يسود الاستقرار في المنطقة ولا نريد شيئا ينغص على استقرارها وأمنها". وأشار إلى أن "هناك جهد يبذل من الجميع من أجل العمل على تعزيز الاستقرار، ومن المهم الابتعاد عن أي تصعيد، ونؤكد على أن استقرار المنطقة، سيكون في صالح كافة الاطراف، مشيدا في الوقت ذاته ب"تصريحات زميلي وزير الخارجية الإيراني بالابتعاد عن أي تصعيد". كما أكد وزير الخارجية الإماراتي في لقاء صحفي سابق على أهمية "الحوار الدبلوماسي" مع إيران من أجل حل الملفات المطروحة، مضيفا "نؤكد على أهمية الحوار الدبلوماسي لحل القضايا المطروحة مع إيران وعدم اللجوء إلى التصعيد الإعلامي من رجال السياسة والعسكريين لأن ذلك لا يخدم استقرار أسواق النفط والوضع الاقتصادي الدولي لا يسمح لمزيد من التوتر". وسجل ان أي حديث حول الممرات الآمنة له انعكاسات على جميع دول مجلس التعاون وايران على حد سواء، مشيرا إلى أنه ليس في مصلحة أي أحد السماح لهذه الأزمة بالاستمرار". ويذكر أن دول مجلس التعاون الخليجي كانت قد انتقدت في وقت سابق تهديدات طهران بغلق مضيق هرمز في حال فرض الغرب حظرا على صادرات النفط الإيرانية. وفي المقابل، انتقدت طهران إعلان السعودية استعدادها لزيادة إنتاجها النفطي لتعويض النفط الإيراني. وكانت فرنسا قد حذرت بدورها من عواقب تصعيد عسكري محتمل ضد إيران التي قال الرئيس الفرنسي إن ضربها بغية حملها على وقف برنامجها النووي "قد يفجر حربا وفوضى عارمة في المنطقة".. وقال ساركوزي أمام حشد من الدبلوماسيين في باريس أمس إن تدخلا عسكريا في إيران "لن يحل المشكلة بل قد يؤدي إلى الحرب والفوضى في الشرق الأوسط والعالم"، مؤكدا أن فرنسا ستفعل ما بوسعها لتجنب تدخل عسكري. وأضاف "الوقت يمضي، وفرنسا ستقوم بكل ما بوسعها لتجنب تدخل عسكري، لكن هناك حلا وحيدا لتجنبه هو نظام عقوبات أقوى وأكثر حزما يمر بوقف شراء النفط الإيراني من قبل الجميع، وتجميد أرصدة البنك المركزي الإيراني". وتزامن تحذير الإماراتوفرنسا من تصعيد عسكري في الخليج مع محادثات عسكرية إسرائيلية أمريكية يتصدرها الملف النووي الإيراني. وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال مارتن ديمبسي في تصريح له خلال زيارة استغرقت بضع ساعات إلى إسرائيل إن هناك مواضيع اهتمام مشتركة بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل، وتحدث عن ضرورة تعزيز العمل المشترك بين واشنطن وتل أبيب في هذا التوقيت الذي وصفه بالحيوي. والتقى ديمبسي الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع إيهود بارك وقائد الأركان الإسرائيلي بيني غانتس. وكان ديمبسي قد صرح في حديث سابق، بإنه "لا يعلم ما إذا كانت إسرائيل ستخطر الولاياتالمتحدة مسبقا إذا قررت القيام بعمل عسكري منفرد ضد إيران"، معترفا أيضا ب"اختلافات في الرؤية بين البلدين بشأن السبل المثلى للتعامل مع إيران وبرنامجها النووي". يشار إلى أن أكثر من ثلث الامدادات التي تنقل عبر ناقلات النفط في العالم تمر عبر مضيق هرمز، إذ يربط الخليج ودوله المصدرة للنفط المتمثلة في السعودية والكويت والإمارات وقطر والبحرين، بالمحيط الهندي. ويلعب المضيق دورا حيويا في الملاحة النفطية، إذ أن 40 بالمئة من النفط المنقول بحرا يمر من خلال هذا الممر الضيق الذي لا يتعدى عرضه 50 كيلومترا وعمقه 60 مترا فقط. ويضم المضيق عددا من الجزر الصغيرة الصحراوية وغير المسكونة لكنها تتمتع بأهمية استراتيجية كبيرة مثل جزر هرمز وقشم ولاراك الايرانية، مقابل الضفة الايرانية للمضيق حيث مدينة بندر عباس. وتسيطر إيران على الضفة الشمالية للمضيق فيما تسيطر سلطنة عمان على الضفة الجنوبية من خلال شبه جزيرة (مسندم)، وهي أرض غير متصلة بباقي أراضي السلطنة اذ تفصلها عنها أراض تابعة للامارات العربية المتحدة. وتقع بالقرب من المضيق أيضا الجزر الإماراتية الثلاث التي احتلها إيران بعد الانسحاب البريطاني مطلع السبعينات وتؤكد الامارات سيادتها عليها، وهي أبو موسى وطنب الصغرى وطنب الكبرى.