تتجه جماعة الدارالبيضاء إلى تفويت تدبير مرفق نقل الأموات إلى شركات خاصة، بعدما كانت تسهر على تدبيره مقاطعات العاصمة الاقتصادية؛ وهي الخطوة التي من شأنها أن تخلق أزمة لساكنة المدينة في التعاطي مع هذه الشركات. وفِي الوقت الذي يعرف فيه هذا القطاع نقصا حادا على مستوى الدارالبيضاء في عدد سيارات نقل الأموات وإشكالية تراخيص النقل، قررت الجماعة، تفعيلا لدورية سابقة لوزارة الداخلية، التصويت على كناش تحملات خاص بتدبير مرفق نقل الأموات. وأكدت جماعة الدارالبيضاء أن الوضعية الديمغرافية والعمرانية التي تعرفها العاصمة الاقتصادية للمملكة دفعتها، من أجل تنظيم هذا القطاع، إلى بلورة وثيقة تنظيمية لمرفق نقل الأموات وهيكلته وتطويره، خصوصا أن هذا القطاع يعد من المرافق التي أوكل المشرع تنظيمها إلى مجالس الجماعات. كناش التحملات، الذي تتوفر جريدة هسبريس الإلكترونية على نسخة منه، إنه يهدف إلى تحديد طريقة منح التدبير المفوض لمرفق نقل الأموات المسلمين بواسطة أسطول مخصص لهذا الغرض. وتشترط جماعة الدارالبيضاء توفر المترشحين لتدبير مرفق نقل أموات المسلمين على قدرات مهنية وتقنية وموارد بشرية، وكذا كل التجهيزات الملائمة لتسييره، إلى جانب أن يكون المستخدمون أكفاء، مع إلزامية ارتدائهم بدلات وقبعات بيضاء وإخضاعهم للمراقبة الصحية كل ستة أشهر. ونصت الفقرة الثانية من الفصل الثامن من كناش التحملات على وجوب التزام المفوض إليه تدبير مرفق نقل أموات المسلمين ضمان التكوين المستمر لمستخدميه، وفق حاجيات المرفق المذكور. وعلى المفوض إليه، يشير كناش التحملات، أن يتوفر على مرأب لسيارات نقل أموات المسلمين ومقر عمل لائق تُستقبل فيه المكالمات والمراسلات. كما يتعين على المفوض إليه تدبير مرفق نقل أموات المسلمين احترام أخلاقيات المهنة، وتجهيز السيارات بكافة اللوازم الضرورية قصد نقل الأموات في أحسن الظروف حتى بالأحياء السكنية التي يتعذر الوصول إليها بالسيارات كالمدينة القديمة والمناطق النائية. وعلى الرغم من عدم تحديد عدد أسطول سيارات نقل الأموات التي يجب توفرها لدى المفوض إليه، إلى حين انعقاد دورة المجلس الجماعي للحسم في ذلك؛ فإن الكناش يشترط أن تكون هذه السيارات في حالة ميكانيكية جيدة وتتوفر على مجموعة من المواصفات. كما تشترط الجماعة، وفق الكناش دائما، إخضاع سيارة نقل أموات المسلمين لعملية التطهير بعد كل عملية نقل حسب القوانين الجاري بها العمل في ميدان الوقاية الصحية. وينتظر أن تعرف دورة فبراير، في جلستها الثانية، المصادقة على كناش التحملات المذكور، وكذا تحديد تعريفة خاصة بنقل أموات المسلمين داخل تراب جماعة الدارالبيضاء وخارجها؛ فقد أكد مستشارو المعارضة أنهم سيدفعون بأن تكون هذه التعريفة تلائم المواطن البيضاوي، ولا تثقل كاهله وتزيده أزمة على حزن فراق الميت.