بعد "منافسات" على المستوى الوطني جمعت تلاميذ من خمس وعشرين مدينة مغربية، أعلنت شبكة القراءة بالمغرب عن أسماء التلاميذ المؤهَّلين من مختلف الأسلاك الابتدائية والإعدادية والثانوية التّأهيلية والجامعية في الدورة السادسة من "الجائزة الوطنية للقراءة". هذه المسابقة التي عرفت أطوارها مشاركة قراء وقارئات مغاربة تتراوح أعمارهم بين ثمان سنوات وأربع وعشرين سنة، فاق عددهم ألفي قارئ من مختلف الأقاليم والجهات بالمغرب، تأهّل منهم أربعون قارئة وقارئا للتباري على التتويج الوطني، بعد مسابقات جهوية. وانطلقت أطوار النّسخة السادسة من "الجائزة الوطنية للقراءة" منذ شهر دجنبر 2019، وتمّت على مراحل نظّمتها شبكة القراءة بالمغرب بتعاون مع الجامعات والأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، وبشراكة مع المديريات الإقليمية على المستوى الوطني، وبدعم من وزارة الثقافة والشباب والرياضة ومن "نادي أليف". وتقوم هذه المسابقة على معايير من بينها "عدد الكتب المقروءة وتنوعها، والقدرة على إعادة إنتاج مضامينها شفويا مع مراعاة ملكة التعبير والقدرة على المرافعة وسلامة اللغة، إضافة إلى تحرير المشارك نصّا من خياله لتقييم مردودية القراءة على مستوى الكتابة". وفازت في المستوى الابتدائي التّلميذتان فداء وعلي وعبير عزيم، وفي الإعدادي التّلميذان آلاء أرنو وشرف الدين فجوجي، وفي الثانوي التلميذتان شيماء مزروركا وإيمان أيت بابا، وفي المستوى الجامعي الطّالبان فهد شيبوب وأحلام أزوتار. وأعلنت شبكة القراءة في المغرب فوزَ أربع نواد للقراءة هي "نادي القراءة-تنمية المعارف" بمدينة تاهلة، و"نادي النّوارس للقراءة والثّقافة" بالدار البيضاء، و"نادي القراءة" بعين تاوجدات، و"نادي بيت الحكمة للتربية على القراءة والتفكير النقدي" بابن جرير. وتكوّنت لجنة تحكيم المسابقة من "الكاتبة والإعلامية غادة الصنهاجي، والكاتبة فاطمة ياسين، الاختصاصية في مجال محاربة الأمية وتعليم الكبار، والطالبة أميمة أمال، باحثة في السوسيولوجيا فائزة بالجائزة الوطنية للقراءة سابقا، ولحسن أومرجيج، أستاذ للتعليم الثانوي. فيما تشكلت اللجنة الخاصة بالتعليم الثانوي التأهيلي والجامعي من الكاتبة الجامعية لطيفة لبصير، والكاتب والإعلامي هشام حذيفة، وسعيد الفلاق، أحد الفائزين بالجائزة الوطنية للقراءة وبجائزة النقد الأدبي من دولة الإمارات العربية، والأستاذ إبراهيم ونزار، أستاذ مادة الفلسفة". رشيدة رقي، الكاتبة العامة لشبكة القراءة بالمغرب، قالت إنّ "مسابقة هذه السنة كان مستواها عاليا، وفق ما قالته لجنة التحكيم، خاصة في المستويات الابتدائية والإعدادية والثانوية"، وأضافت: "عرفت الجوائز هذه السنة فوزا كبيرا للجنوب، حيث فاز العديد من القراء من جهة سوس ماسّة، ومراكش، وطانطان (...) وأقاليم بعيدة". ورغم اعتماد برنامج مسابقة شبكة القراءة بالمغرب أساسا على النوادي القرائية التي تشتغل بشراكة معه، إلا أنه "فتح المجال أيضا للقرّاء الذين لا ينتمون للنّوادي القرائية"، تقول رقي، ثم زادت: "سواء كانت النوادي في علاقة مع الشبكة أم لا، فهناك اشتغال، وهناك أساتذة يتابعون عن بعد تواريخ القراءة وأنشطة الجائزة". واعتبرت المتحدّثة أنّ الشبكة ماتزال في حاجة إلى القيام بنوع من التّواصل في الجامعة، "لأن هناك قرّاء لكن نحتاج توسيع التواصل داخل الجامعات". واستحضرت رقي شراكة الشبكة مع جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، وعبّرت عن تمنيها أن "تكون هناك جوائز يشتغل عليها حتى المسؤولون في الجامعات، مثل الرّؤساء، والمدراء، والعمداء في الكليات، ليحفّزوا طلبتهم في نوع من الدينامية الثقافية". وترى الكاتبة العامة لشبكة القراءة بالمغرب أنّ مسابقات القراءة يجب أن لا تقتصر على كليات الآداب فقط، بل أن تنظَّمَ في كليتي العلوم والحقوق أيضا؛ لأن "هدف القراءة ألا نبقى متقوقعين في تخصصاتنا رغم مساعدتها على التميّز والمهنية"، و"الكتاب همزة وصل بين مكوّنات المجتمع، ونريد أن يأتي الكتّاب والمفكرون إلى كليات العلوم والحقوق ومدارس المهندسين". وذكرت رشيدة رقي أنّ حفل "الجائزة الوطنية للقراءة" سينظَّم بالمعرض الدولي للنّشر والكتاب بالدار البيضاء، وأكدت أنّ المقصد الأساسي من هذه المسابقة هو "التشجيع على القراءة لا كفعل ممتع فقط، بل كهمزة وصل بين مكوّنات المجتمع لإحداث التّغيير في مجتمعنا والانتقال إلى مجتمع المعرفة والمجتمع الديمقراطي ومجتمع الكرامة".