تعيشُ مدينةُ النّاظور منذُ أيّام على وقع أشغالٍ "مزعجة" لتغيير أنابيب المياه في كافة أحيائها، ومن المحتمل أن تستغرقَ مدّة طويلة بحفر جنبات الشوارع والأرصفة. ورافق الأشغالَ التي يُشرف عليها المكتب الوطني للماء والكهرباء - قطاع الماء استنكارٌ واسعٌ من قِبل فعاليات المجتمع المدني، التي ندّدت ب"الحالة الكارثية التي خلّفها سوءُ القيام بالأشغال دون مراعاة الإجراءات المعمول بها في هذه الحالات الطّارئة، والالتزام بمقتضيات سياسة تدبير المدينة أثناء الأشغال العمومية". وانتقد عمر السقالي، فاعل جمعوي وعضو في حركة "متطوعون من أجل الناظور"، آثار إزالة الأرصفة وحفر الشوارع وسط المدينة من قبل الجهة المكلفة بهذه الأشغال، التي اعتبرها "تخريبا وعرقلةً لمصالح المواطنين والتجار على حد سواء". وتابعَ السقالي في تصريحٍ لجريدة هسبريس: "أدى تأخير إنجاز بديل لتلك الأرصفة والشوارع إلى إلحاق الأذى بالمواطنين ورواد وسط المدينة نتيجة الحفر وتجمع المياه والأوحال؛ وكذلك إلحاق الخسائر بالتجار بعد انخفاض أعداد الزبائن، حتى أصبحت المدينة شبيهةً بمنطقة منكوبة نتيجة ما تشهده منذ أيام من أشغال مزعجة لا ندري حيثياتها، ناهيك عن تسببها في عرقلة حركة السير وازدياد الأزمات المرورية الخانقة، خصوصا في الشوارع الكبيرة". كما أشار السقالي إلى أن "وضع وسط المدينة أصبح لا يطاق بعد إزالة الأرصفة والبطء في إكمال الأشغال وإعادة الأمور إلى حالها السابق، ما يجعل الساكنة في حيرة من أمرها، لا تدري شيئا عن طبيعة هذه الأشغال وكم ستستغرق". من جهته استنكر أيوب بدوان، فاعل جمعوي بالمدينة، "التخبط والعشوائية في العمل اللذين تورطت فيهما المقاولة المكلفة بهذه الأشغال من قبل المكتب الوطني للماء الوصي على المشروع، ما يوحي بعدم الاحترافية في العمل وعدم وجود أي مراقبة من السلطات الوصية، التي لها حق متابعة الأشغال ومدى التزامها بالاتفاق المبرم". ويضيف بدوان: "ما نراه يجعل المدينة تعيش في فوضى وحالة تخريب، كأنها مصابة بحادثة زلزال"، مطالبا السلطات الوصية ب"التدخل لمتابعة الأشغال وإرغام الجهة المكلفة بالمشروع على إصلاح ما أفسدته وإرجاع الحالة إلى ما كانت عليه قبل".