تحلّ الجمهورية الإسلامية الموريتانية ضيف شرف على الدورة السادسة والعشرين للمعرض الدولي للنّشر والكتاب بالدارالبيضاء. ومن المرتقب أن يعرض هذا الموعد الثقافي السنوي أزيد من مائة ألف عنوان وأكثر من ثلاثة ملايين نسخة، وفق ما أعلن عنه اليوم الجمعة، في ندوة صحافية استقبلتها المكتبة الوطنية للمملكة المغربية. وعكس ما أعلن عنه حسن الوزاني، مندوب المعرض السابق، في السنة الماضية من "عدم ملاءمة" فضاء العرض المعهود قبالة مسجد الحسن الثاني بالبيضاء، وبحث الوزارة الوصية عن "مشروع كراءِ فضاءٍ بديلٍ يليق بالمعرض"، فقد اختار المنظّمون في هذه السنة الاحتفاظ بفضاء العرض نفسه، مع "مضاعفة جهود الوزارة الوصية من حيث النّظافة والأمن"، ل"تحقيق قفزة نوعية"، وفق ما قاله مدير معارض الدارالبيضاء بالندوة. وقال الحسن عبيابة، وزير الثقافة والشباب والرياضة، إنّ هذا المعرض يعزّز "العلاقات الوجدانية المتجددة الرابطة بين المغرب وموريتانيا"، مضيفا أنّ الجمهورية الإسلامية ستحضر ب"وفد ثقافي رسمي وفني يضم كتابا وباحثين وشعراء وموسيقيين"، بعدما زارها مع وفد مهم واكتشف كنوز شنقيط في العلم والتراث. ورغم أنّ المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدارالبيضاء "ليس مثل معارض كتاب برلين وفرانكفورت"، وفق ما قاله وزير الثقافة المغربي، فإنّ سفراء بالمملكة يشكرونه ويثمنون تنظيم دولة من شمال إفريقيا له. وذكر عبيابة أنّ هذه السنة عرفت إضافة جهود الوزارة إلى شركاء من قبيل الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصّادرات، ومكتب المعارض، حتى "نعيش معرضا جميلا ونستمع لثقافتنا"، ونساهم في أن "تصبح بيوتنا وشوارعنا تتحدث بالثقافة وتشجعها، لأنه ليس هناك فقط التوتر اليومي". من جهته، تحدّث محمد مولود ولد محمد سالم، القائم بأعمال السفارة الموريتانية في المغرب، عن ما تعكسه استضافة بلده ضيف شرف في معرض الكتاب، وحضور المملكة ضيف شرف في مهرجان المدن القديمة بموريتانيا، من "حجم العلاقات بين البلدين وحجم تطورها". وأضاف القائم بأعمال الجمهورية الموريتانية بالرباط أنّ العلاقات بين البلدين "ضاربة في الجذور، وفي أعماق التاريخ، وهو ما تستمده من عمق العلاقات العريقة بين الشعبين"، مع الاستعانة "بالدعم القوي لرئيس الجمهورية محمد ولد الغزواني والملك محمد السادس"، الذي يشكّل حضور موريتانيا تجسيدا لتعليماتهما. وذكر المتحدّث أن الجمهورية الإسلامية الموريتانية تتشرّف بأن تكون في هذه المرتبة التي أولَيتها باستقبالها ضيفة شرف، "في هذه البلاد المتنوعة ثقافيا، والعريقة، المتمتعة برصيد حضاري هائل"، وزاد: موريتانيا حاضرة بقوة وحماس واندفاع كبير، وبوفد رفيع المستوى وفقرات فنية وإعلامية، في هذا المعرض الدولي الذي يشهد دائما إقبالا كثيفا، ويقبل عليه الجمهور المغربي بشغف. تجدر الإشارة إلى أنّ الدورة السادسة والعشرين من المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدارالبيضاء ستفتتح رسميا في اليوم السادس من شهر فبراير المقبل، وستستقبل جمهور القرّاء ومحبّي الكتاب ابتداء من اليوم السابع من الشهر نفسه، وإلى حدود اليوم السادس عشر منه.