يشعل المعرض الدولي للنشر والكتاب شمعته الأولى، بعد احتفاله باليوبيل الفضي السنة الفارطة. لكنه يدخل ربع القرن الثاني من عمره بنفس البرنامج والعرض. إذ سيستضيف، على غرار الدورات الماضية 703 عارضين مباشرين وغير مباشرين، كما يحل، على نحو المعارض السابقة، 380 كاتبة وكاتبا ضيوفا على منصات قاعات حملت، هذه المرة، أسماء مدن مراكش وسجلماسة وشنقيط، بدل أسماء أعلام الأدب والفكر المغربي. أما عدد العناوين التي سيطرحها العارضون على الجمهور، فلن تتجاوز ما طرح خلال الدورات القليلة الماضية، حيث يفوق عددها مائة ألف بقليل. والجديد/ القديم الذي تحمله الدورة السادسة والعشرون هو العودة إلى تقليد “المحاضرة الافتتاحية” التي سيلقيها المؤرخ عبدالحق لمريني، مؤرخ المملكة والناطق الرسمي باسم القصر الملكي. في حين، سيسعى المعرض، إلى جانب أنشطة فكرية وأدبية ونقدية، إلى تسليط الضوء على ثقافة الجهات المغربية الاثنتي عشرة، من خلال تكريم اسمين، رجل وامرأة، من كل جهة، سعيا إلى اكتشاف أسماء غير معروفة مؤسساتيا وإعلاميا، كما قال وزير الثقافة حسن عبيابة، صباح أمس، خلال ندوة صحافية عقدت بالمكتبة الوطنية للتعريف بمحاور المعرض المقبل، لكن من غير أن يكشف هوية هؤلاء. من جانب آخر، ستحل موريتانيا ضيف شرف في فعاليات النسخة السادسة والعشرين التي تبدأ يوم الجمعة المقبل، لتتواصل إلى غاية 16 فبراير الجاري. في هذا السياق، قال محمد مولود محمد سالم، القائم بأعمال السفارة الموريتانية في المغرب، إن هذه الاستضافة تندرج في إطار العلاقات المتينة بين البلدين، مشيرا إلى أن موريتانيا ستشارك بوفد رسمي وثقافي واسع وصفه ب”رفيع المستوى”، يتكون من مسؤولين رسميين وكتاب وأدباء وشعراء وفنانين. كما صرح أن هذه المشاركة تتطلع إلى أن تكون متميزة ثقافيا وفضائيا وإعلاميا، وأن تعكس الثقافة والإنتاج الإبداعي الموريتاني، إلخ. ولأن الأسئلة المتعلقة بالنظافة والجوانب الصحية والأمنية طرحت، كما في السابق، فقد كشف محمد البقالي، مسؤول عن إدارة المعارض بالدار البيضاء، أن المؤسسة التي يسهر عليها عملت على إعادة طلاء فضاء العرض كله وتغيير مكوناته وتوسيع ممراته. كما كشف بأن مؤسسة مسجد الحسن الثاني ستفتح مرآبها، بأسعار مقبولة، لزوار المعرض، على أن تنظم الموقف المواجه لبناية المعرض، واعدا بالارتقاء بالنظافة والمرافق الصحية خلال الدورة المقبلة. وفي هذا الصدد، قال عبيابة إن وزارته خصصت 30 مليون سنتيم للحفاظ على النظافة، موضحا أن شركة خاصة ستتكلف بهذا الجانب، بالإضافة إلى وضع كاميرات للمراقبة. تجدر الإشارة إلى أن المعرض سيشهد، إلى جانب المغرب وضيف الشرف موريتانيا، مشاركة 41 دولة من بينها: مصر ولبنان والأردن وتونس والسعودية والكويت وسوريا والجزائر وفلسطين وليبيا وقطر وعمان والعراق، فضلا عن دول أخرى من أوروبا وإفريقيا وآسيا وأمريكا. بينما تتوزع الأنشطة الموازية بين الندوات وتقديم الإصدارات الجديدة وفقرات التكريم وإحياء الذاكرة وأمسيات الشعر والحوارات وتسليم الجوائز (جائزة ابن بطوطة للأدب الرحلي، وجائزة القراءة)، بالإضافة إلى فقرات خاصة بالأطفال والورشات الفنية.