قال محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، إن "المسألة الأمازيغية تخضع لمزايدات كبيرة بين حزبيين سياسيين داخل الأغلبية"، في إشارة إلى حزب التجمع الوطني للأحرار وحزب العدالة والتنمية؛ فالبعض، حسبه، "يسعى إلى اقتناص فرص تكريس هوية أحادية مبالغ فيها، فيما تنظيم آخر لم يكن يفكر يوما في الأمازيغية، وبات الآن بشكل مفاجئ مدافعا عنها". وأضاف بنعبد الله، في ندوة نظمها حزب "الكتاب" مساء الخميس، بخصوص "دور الفاعل السياسي في المسألة الثقافية"، أن "الأمازيغية ليست للمزايدات السياسية"، مطالبا "الجميع بتحديد موقفه بوضوح منها، مثلما يطرحها حزب التقدم والاشتراكية منذ ستينيات القرن الماضي، وأصدر بشأنها عديدا من الوثائق والكتب". وأوضح القيادي اليساري أن "مسار المغرب لا يمكن دون الاعتراف بمختلف المكونات المجتمعية"، مشيرا إلى أن "جزءا كبيرا من المغاربة أصولهم أمازيغية، وبالتالي من غير المقبول محاولة الركوب سياسيا أو عدديا على التراكم الذي بني على امتداد سنوات، خصوصا بعد خطاب أجدير الذي شكل نقلة نوعية في مسار المسألة". وشدد بنعبد الله على أن "الفترة التي تلت الاستقلال شهدت تعاملا فلكوريا مع قضايا التعدد الثقافي داخل المجتمع، وهذا لوحظ كذلك لدى الهيئات التقدمية التي كانت تنظر إلى طروحات التقدم والاشتراكية كأنها ضد الدين والوطن"، مسجلا أن "الاعتراف مصدر غنى للمغرب، ويتطلب جهود الأطراف السياسية جميعها". وأشار الأمين العام لحزب "الكتاب" إلى أن "المسألة الثقافية عنصر أساسي في التنمية"، مسجلا "ضرورة تجاوز عقدة الأمازيغية؛ وهو ما يقتضي التعامل معها بمبدئية"، وزاد قائلا: "بعد كل هذه السنوات التي خلت، لم نصل بعد إلى نتائج ملموسة في هذا الباب؛ بل ظهرت تناقضات غريبة أعاقت كثيرا تقدم العديد من المكتسبات". وأكمل بنعبد الله: "مجلس اللغات يسير بشكل متناقض، بعد أن عرقلته خلافات داخلية لدى أحزاب الأغلبية الحكومية، وهذه ظاهرة جديدة لاحظها المتتبعون في القانون الإطار المتعلق بمنظومة التربية والتعليم، وجرت كذلك في القوانين التنظيمية الخاصة بتفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية، وها هي تستقر ضمن مجلس اللغات".