ما إن نشر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" خريطة توضح حدود الدولة الفلسطينية حسب خطته المعروفة ب"صفقة القرن"، حتى انهالت التعليقات الساخرة من شكلها ومضمونها. وأبدى العديد من المواطنين ردة فعل غاضبة تارة وساخرة أخرى، وراح بعضهم إلى تشبيهها بقطعة جبن سويسرية، وعظمات الأذن الوسطى، وأجزاء من الجهاز الهضمي. وكانت ظهرت الدولة الفلسطينية في الخريطة من دون مدينة القدسالمحتلة، وبحدود غير مترابطة وأجزاء متناثرة تربطها جسور وأنفاق. ووضعت مدينة القدس ومناطق غور الأردن وشمال البحر الميت ضمن حدود إسرائيل، وفق رؤية الرئيس ترامب، الذي قال في تغريدته معلقا على الخريطة: "هذا ما قد تبدو عليه دولة فلسطين المستقبلية بعاصمة في أجزاء من القدس الشرقية". وتساءلت المواطنة الفلسطينية عزة جبر بسخرية، كيف لنا تصميم "قلادة" خاصة بالخارطة الجديدة فلا يمكن أن تكون القلادة "مقطعة وموصلة"؟ فيما شبه الناشط مأمون مطر الخارطة بقطعة الجبن التي أكلتها الديدان. وكتب أحدهم بأنها تذكره بعظيمات الأذن الوسطى، أو المطرقة، أو السندان. وأشار تقرير ل"بتسيلم" حول الخارطة الجديد "إذا شبهنا الخطة التي أعدتها الإدارة الأمريكية تحت مسمّى "صفقة القرن" بالجبنة السويسرية المتميزة بفراغاتها يمكننا القول إن الرئيس ترامب يطرح تقديم الجبنة لإسرائيل وفراغاتها للفلسطينيين". وأوضح أن "هناك طرقا كثيرة لإنهاء الاحتلال، لكن البدائل الشرعية الوحيدة هي تلك القائمة على المساواة وحقوق الإنسان، الخطة الحالية لا يقبلها عقل، إذ إنها تشرعن وتثبت بل وتعمق انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها إسرائيل خلال السنوات ال52 الماضية". وفي ردهم على ترامب، تداول آلاف المواطنين ورواد التواصل الاجتماعي العرب صورة خارطة فلسطين التاريخية من البحر إلى النهر، معقبين بأن هذه الخارطة لا يمكن تجزئتها. وحسب خريطة ترامب، سيربط بين الضفة الغربية وقطاع غزة نفق، كما أضيفت أراض جديدة إلى القطاع تمتد داخل منطقة النقب جنوبا، ستكون منطقة صناعية ومناطق سكنية، وأراض زراعية. وداخل المدن الفلسطينيةبالضفة الغربية، وضعت نقاط سوداء أشير إلى أنها جيوب سكنية إسرائيلية، في إشارة إلى المستوطنات الموزعة داخلها بطرق توصل إلى إسرائيل. ووفقا للخريطة، فإنه يربط بين الدولة الفلسطينية وحدود الأردن طريقان يعبران داخل إسرائيل؛ أحدهما يوصل إلى جسر "الأمير محمد" المُغلق حاليا ويقطع نهر الأردن بين الضف الغربية والأردن، والآخر إلى جسر "الملك حسين". وعلقت إحدى المواطنات قائلة: "خارطة صفقة القرن تحول الواقع البشع لمشروع سلام، وتشوه خارطة فلسطين هي فرض واقع، وتشويه تاريخ وكذب في الرواية". *وفا