ماضية في الامتداد، لم تعد رقعة الخلافات بين السلطات والحركة الحقوقية تقتصر على الوجوه المعروفة، فقد شهدت ساحة البريد بشارع محمد الخامس بالرباط مناوشات بين شباب مبادرة "الفلسفة فالزنقة" وأفراد القوة العمومية، عقب تنظيم حلقية نقاش تتناول موضوع "تزايد حدة الاعتقالات السياسية خلال الآونة الأخيرة". واعتقلت القوة العمومية، أمس الثلاثاء، الشابين نبيل بلكبير ويونس بلخديم، وهما أحد المسؤولين عن المبادرة، قبل أن تطلق سراح الأول، فيما جرى الاحتفاظ بالثاني من أجل البحث معه؛ وذلك بعد مناوشات امتددت لدقائق بعد رفض الطرفين الصعود إلى سيارة الشرطة التي رابطت بشارع محمد الخامس. وعاينت جريدة هسبريس الإلكترونية، أمس الثلاثاء، "تجمهرا كبيرا للمواطنين بساحة البريد، قبل أن يقتاد بلكبير وبلخديم إلى سيارة الشرطة، ويتم الإبقاء عليهما تحت الحراسة النظرية بمقر ولاية أمن الرباط، بعدما يقارب نصف ساعة من بدء النقاش بين العشرات من الأفراد، لينتقل بعدها المنظمون إلى التنديد أمام الولاية". عزيز غالي، رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، يقول إن "المشكل القائم على مستوى التضييق الذي تعانيه مختلف المبادرات يفهم في 3 مستويات، الأول هو غياب التفاعل السياسي بشكل كلي، إذ لا وجود لعمل يوازي التحركات الحقوقية والمدنية"، مسجلا أن "أعضاء الفرق البرلمانية والمسؤولين لا يثيرون الأمر". وأضاف غالي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنه "في سنوات الجمر والرصاص كان الفاعل السياسي حاضرا بقوة، من خلال مقالات الجرائد، لكن الآن قبل وضع اللادور، فيما ظل المجتمع المدني يقاوم وحيدا"، مؤكدا أن "هذا خطير جدا على الدولة، فهو باب أول لفتح مواجهة مباشرة بينها والشارع، على غرار ما وقع في الريف". وأوضح الحقوقي المغربي أن "المستوى الثاني هو أن الناس غير مهتمين بالمطلق، فبالملموس فقد الشعب أي أمل في التغيير"، مشيرا إلى أن "الأمر يستدعي اليقظة، خصوصا أمام ظهور أشكال تعبير فوضوية، لا تستطيع الدولة التعامل معها، إذ يغيب عنها التنظيم والمخاطب الواضح". وزاد غالي، بشأن المدخل الثالث: "هو عدم الثقة في الديمقراطية، فالجميع يشكك في العملية برمتها"، مؤكدا أن "الانتخابات المقبلة ستكون خير دليل على هذا، إذ لن تجد الدولة ولا الأحزاب خطابا لتقنع الناس بجدوى المشاركة السياسية والتصويت، بحكم أنها كانت غائبة لحظة الحراكات الاجتماعية".