نظم الفلسطينيون، الثلاثاء، احتجاجات ضد خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط، إذ تظاهر أكثر من ثلاثة آلاف فلسطيني، في غزة ضد الخطة التي قوبلت بالرفض من الجانب الفلسطيني. في حين يُخطط لمزيد من الاحتجاجات في الأيام المقبلة. وأفاد مصور فرانس برس بأن المتظاهرين جابوا شوارع مدينة غزة وأحرقوا الأعلام الأميركية وصور ترامب على وقع هتافات "لا لا للصفقة" و"الصفقة لن تمر". كما انطلقت مسيرات صغيرة عدة شارك فيها المئات في مدن ومخيمات في قطاع غزة، وكذلك في مدن في الضفة الغربيةالمحتلة. ودعا الفلسطينيون المجتمع الدولي إلى مقاطعة خطة إدارة ترامب التي يعتبرونها منحازة للدولة العبرية ولم تعد تمثل وسيطاً محايداً في النزاع. وأعلن ترامب بحضور رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو أن خطته تقوم على اقتراح "حل واقعي بدولتين" مع عاصمة "في القدس" والاعتراف بسيادة إسرائيل على أراض محتلة، ورفض عودة اللاجئين الفلسطينيين. من جانبهم، رفض المستوطنون الخطة الأميركية التي تثير قلقهم، وعبروا عن تخوفهم من تأييد إقامة دولة فلسطينية. وفي حدث نادر جداً، شارك ممثلون عن حركة حماس في اجتماع القيادة الفلسطينية الذي دعا إليه الرئيس محمود عباس لبحث آليات الرد على خطة السلام، مساء الثلاثاء. وقال عزام الأحمد، القيادي في حركة فتح، لفرانس برس: "دعونا حركة حماس لحضور اجتماع القيادة الطارئ، وسيحضرون الاجتماع". ووصف رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط بأنها مؤامرة وقال موجها حديثه إلى ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن حقوق الشعب الفلسطيني "ليست للبيع". وكان من المقرر أن يعلن ترامب عن خطته في البيت الأبيض منذ عام 2017 مع حليفه الوطيد بنيامين نتانياهو الذي يواجه تهما بالفساد ينكرها جملة وتفصيلا، ويسعى نتانياهو للبقاء في منصبه بخوضه انتخابات تشريعية في الثاني من مارس القادم. وأكد رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتيه، الاثنين، رفض الخطة الأمريكية، معتبراً إياها "تصفية للقضية الفلسطينية"، ويرى أنها "تعطي لإسرائيل كل ما تريده على حساب الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني". كلام في كلام يبدو أن ترامب قد يسعى في خطته إلى إعطاء إسرائيل الضوء الأخضر من واشنطن لضم وادي الأردن، الذي يعيش فيه 65000 فلسطيني، وفقاً لمنظمة بتسيلم غير الحكومية الإسرائيلية المناهضة للاحتلال. وقال ياسر هليل، الثلاثاء، وهو في العشرينات من العمر كان يجمع الباذنجان بالقرب من مستوطنة يافيت في وادي الأردن، "إن خطوة ضم إسرائيل غور الأردن ستهدد رزقنا وستؤثر على مستقبل الكثير من العمال". وأضاف: "نحن ضد صفقة القرن لأنها ستؤثر على مجتمعنا، خاصة وأن العمال سيبدؤون بالشعور بأن هذه الأرض ليس أرضهم وأنها لليهود. نعمل هنا بدون تصاريح، وإذا ضُمت المنطقة لإسرائيل، فإننا سنواجه مشكلة التصاريح ويصبح العمل فيها أصعب من العمل في إسرائيل". في بلدة زبيدات في غور الأردن، قال رئيس بلديتها، اسماعيل زبيدات، (80 عاما) لفرانس برس، إنه "لا يشعر بقلق بالغ إزاء إعلان ترامب". وأضاف أن "كل ما يحدث هو كلام في كلام من أجل الانتخابات الإسرائيلية". وأكد أن "الناس لن يخرجوا من المنطقة ولا مجال أصلا للخروج، لا صفقة القرن ستخرجنا ولا نتانياهو، الناس سيبقون هنا". وشدد زبيدات، وهو أصلا لاجئ وصل إلى المنطقة في العام 1948، قائلا: "نحن لسنا خائفين لأننا أصحاب الأرض، وكل ما تعمله إسرائيل وأمريكا هو تخويف الناس ولن يترك أحد بيته أو أرضه". وتم الإعلان عن تنظيم احتجاجات يوم الأربعاء في المنطقة. من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، تعزيز قواته بإضافة قوات من سلاح المشاة في غور الأردن، المنطقة الاستراتيجية في الضفة الغربيةالمحتلة، بينما ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن الخطة الأميركية قد تتضمن ضم هذه المنطقة من قبل إسرائيل. لا يمكننا الموافقة كان مجلس" يشع"، وهو مجموعة يمثل مجالس المستوطنات اليهودية المقامة في الضفة الغربيةالمحتلة، متفائلًا في البداية بمقترحات ترامب. لكن قادة المجلس قالوا بعد ذلك إن المسؤولين الأميركيين أطلعوهم على التفاصيل وهذا "أثار قلقاً شديداً" لديهم. وقال رئيس مجلس "يشع"، ديفيد الحياني، "لا يمكننا الموافقة على خطة تتضمن تشكيل دولة فلسطينية تشكل تهديدا لإسرائيل وخطراً كبيراً على المستقبل". وأكد وزير النقل الإسرائيلي، بتسالئيل سموتريتش، من اتحاد "يمينا "اليميني المتطرف، في مقابلة مع إذاعة الجيش، أن حزبه "لن يوافق تحت أي ظرف من الظروف على الاعتراف، سواء أكان صريحا أو ضمنيا، بدولة فلسطينية". ويأتي إعلان الخطة في حين يعقد مجلس الشيوخ الأميركي جلسات استماع حول اتهام ترامب بإساءة استخدام منصبه. ويواجه نتنياهو إجراءات محاكمة وشيكة، بعد إسقاط طلبه للحصول على حصانة برلمانية من تهم الفساد، الثلاثاء، في خطوة مفاجئة. *أ.ف.ب