أثارت تصريحاتُ سعيد زارو، مدير وكالة إعادة تهيئة بحيرة مارتشيكا بالنّاظور، خلال ندوة صحافية نظّمت مؤخّرا، حفيظةَ عددٍ من سكان الأحياء المحاذية لكورنيش النّاظور، الذين يعانون مجموعة من المشاكل التي خلقت صراعا بينهم وبين الوكالة. واستنكر سكان هذه الأحياء ما اعتبروها "مغالطات مرّرها زارو على وسائل الإعلام لتغطية فشله بخصوص حلّ هذه المشاكل التي ما زالت عالقةً منذ سنوات". وتعليقا على تصريحات زارو، قال كمال شيلح، نائب رئيس جمعية "أولاد بوعطية للبيئة والتنمية لحي شعالة"، "بعد سماعنا تصريحات زارو لوسائل الإعلام خاب أملنا، وتأكدنا اليوم أنه شريك في بعض التلاعبات التي يسعى إليها من تهمه تلك المنطقة". وأضاف: "حتى لا نغالط الرأي العام، وباعتباري أحد أبناء حي شعالة، يتحتم علينا توضيح بعض التصريحات المغلوطة التي أكدها سعيد زارو بخصوص التعامل المشترك بين الوكالة وساكنة حيي شعالة وبوعرور"، مؤكدا أن ما صرّح به زارو لا أساس له من الصحّة، وأنّ أيّ مشكلة وقعت في تلك المنطقة سبّبتها التصريحات اللامسؤولة التي كان يصرح بها في أي لقاء صحافي ينعقد لأجل ذلك. وأضاف شيلح أن زارو وعدَ سكان شعالة المتضررين بأنه سيعوضهم ويبني لهم بنايات لا تبعد كثيرا عن مساكنهم الحالية، مشيرا إلى أن "البقعة التي كان يتحدث عنها هي البقعة الموجودة خلف مصحة الريف، وقد سُعِدنا بذلك القرار، وقمنا على الفور بجمع الوثائق الخاصّة بسكان شعالة المتضررين، لكن إلى حدود اليوم لم تتم الاستجابة لأي وعدٍ من تلك الوعود". وبخصوص العائلة المالكة لرؤوس الأغنام بحي بوعرور، التي تحدّث عنها زارو في النّدوة الصحافية، قال شيلح: "تلك العائلة تعيشُ في تلك المنطقة على تربية المواشي منذ أكثر من مائة سنة، مما يعني أن المنطقة كانت عبارة عن بادية وليست مدينة كما يدعي زارو؛ ووكالة مارتشيكا لا يتجاوز عمرها العقد منذ وجودها في المنطقة، وعقار العائلة محفّظٌ، ومواشيها لا تخرجُ من إسطبلاتها كما يدعي، وهذه مجرد حجة ضعيفة يريد أن يبرر بها فشله في تلك المنطقة." وبخصوص "جدار الذّل" بلغةِ سكان الحي، أبرز المتحدّث أن "الهدفَ من ورائه تغطية فشل الوكالة في إيجاد حلول لتلك المنطقة، وعزل سكان شعالة عن النموذج الإصلاحي الذي قامت به، وحتى لا ينزعج السيّاحُ الذين تريد هذه الوكالة أن تبيعَهم الفيلات والمباني التي أنشأتها في أطاليون." وختم شيلح تصريحه لهسبريس قائلا إن "جملة المشاريع التي أقيمت على ضفاف بحيرة مارتشيكا تم التلاعب بها من طرف المقاولين الذين انفردوا بالاستحواذ على تلك المشاريع. وعلى الرّغم من جمالية المنظر الذي حظيت به بحيرة مارتشيكا، فإن البنية التحتية للمنطقة لا تزال هشة، وبزخات مطرية خفيفة ستخرج مياه ملوثة وذات رائحة نتنة من أنابيب الواد الحار وتصب في تلك الرمال المحاذية لبحيرة مارتشيكا."