قال د. المريزق، أستاذ علم الاجتماع في جامعة مكناس، في كلمة نعي للفنان محمد رويشة "كنت أعشق أغانيه التي اكتشفشتها مع زملائي الامازيغيين في ثانوية الإمام الشطيبي بغفساي، طوال سنوات السبعينات، و أذكر من بينهم: الزمزومي رشيد و العوينة حسن و أخوه عبد المالك، أبناء لقباب بخنيفرة، و أستاذ الرياضة البدنية إدريس الناموس،ابن اموزار كندر... مع هؤلاء تعلمت العزف على آلة الوتر الأمازيغي، و معهم حفظت العديد من أغاني رويشة و الأغاني الامازيغية، ومنها أغنيته المشهورة "افرو حمام" التي لا زلت أحفظها و أعزفها عن ظهر قلب إلى الآن". وأضاف المناضل السابق في الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، واليساري والعازف على آلة: "صادفت العديد من الطلبة الباحثين في الآداب و اللغة، قدموا دراسات نوعية في موضوع الأغنية و الفن الأمازيغي. لكن للأسف، فضاءات الجامعة المغربية، لم تكن تكرم مثل هذا النوع الفني، نظرا للحصار الذي كان يعرفه، و نظرا لتشويهه و تقديمه كفن رسمي في خدمة النسق الثقافي المخزني، من دون أن ننسى تهميش المناضلين اليساريين لهذا النوع الفني وعلاقتهم بالمستويات الإبداعية في الفكر الإنساني، وقضايا التراث الاجتماعي، الثقافي، كأسلوب حياة ينتهجه الأفراد والجماعات داخل عالم اجتماعي محدد". واعتبر المريزق أن محمد رويشة إبداع فني، ملتزم بقضايا التراث الأمازيغي. شهدت أغنيته تطورا ملموسا منذ نشأتها، و استطاعت ان تخترق كل طبقات المجتمع المغربي. كما استطاع رويشة تأسيس مدرسة فنية أمازيغية، سار على نهجها مبدعين سواء عن طريق التعلم أو بالوراثة، و تراثه أصبح اليوم مرجعا راسخا في التخصص". وأشار المريزق إلى أن رويشة سيظل عملاق الفن الأمازيغي الأصيل.. وكل إنتاجاته الإبداعية ستصير موضوع بحث و دراسة في جذور التعددية الثقافية، في ظل نزوح جماعي،نحو مجتمع المواطنة، مجتمع سيحظى بفرص أفضل في الحياة من خلال التمسك و الاحتفاظ بالخصوصية المحلية في إطار الكونية.