لم تهدأ الحرب الكلامية بين أعضاء حزب العدالة والتنمية (قائد الائتلاف الحكومي) وحزب الأصالة والمعاصرة (المعارض) عقبَ تصريحات محمد الشيخ بيد الله، عضو المكتب السياسي لحزب "الجرّار"، بخصوص العقيدة السياسية ل"البام" التي انْطلق بها منذ التأسيس، والقائمة بالدّرجة الأساس على مُواجهة الإسلاميين وتيّار الإخوان المسلمين. وكان أوَّل مرشح لقيادة حزب "البام"، الذي حلَّ ضيفا على برنامج "نقاش في السّياسة" الذي بُثّ على هسبريس الأحد الماضي، قال: "كنا نريد أن نقي أنفسنا من تأثير الإخوان المسلمين على الصعيد الدولي. التيار العالمي الذي يملك وسائل كبيرة وآراء مختلفة عن آرائنا"؛ وهو ما أثار موجة من ردود أفعال "غاضبة" وسطَ حزب العدالة والتنمية. وتأتي هذه التّصريحات في وقت كان الاتّجاه الغالب داخل حزب العدالة والتنمية يسيرُ إلى إعادة النّظر في علاقته بحزب الأصالة والمعاصرة، الذي كان يكنّ له العداء الانتخابي والسّياسي طوال السّنوات العشر الماضية، وربّما جعل هذه العلاقة تسيرُ في اتجاه التّنسيق و"التّحالف" الرّهينين بالمحطة الانتخابية المقبلة. ومن بين قيادات حزب العدالة والتنمية التي كانت ترى في خيار "المهادنة" وطيّ صفحة الخلاف مع "البام"، عبد الله بووانو، عضو الأمانة العامة للحزب، الذي سبقَ له أن أكّد أنّ "الأصالة والمعاصرة يتجه ليصبح حزبا وطنيا كباقي الأحزاب السياسية"، وزاد: "إذا انتفت فيه العناصر التي جعلت منه حزبا للتحكم فلا مشكلة لنا في التحالف معه سنة 2021". ويرى عبد العزيز أفتاتي، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، أنّ "التحالف مع حزب الأصالة والمعاصرة خطّ أحمر لا رجعة فيه"، مبرزاً وهو يتحدّث بشأن تصريحات الشّيخ بيد الله: "العدالة والتنمية متشبّث بموقفه الثابت الذي يرفضُ التّحالف مع الفساد والاستبداد". ويشير القيادي في حزب العدالة والتنمية إلى أنّ "حزب الأصالة والمعاصرة يمثّل ذراعاً من أذرع الفساد والاستبداد في البلاد يقودهُ مرتزقة الإدارة الذين كانوا يؤمنون بكتاب "الرأسمال" وأصبحوا اليوم يؤمنون بالرأسمال نفسه"، مبرزاً أنّ "البيجيدي" "لا يبالي بمن يرقصُ داخل "الحلبة" وإنما بمن يتحكّم في العملية برمّتها وهو نفسه الذي يقود الاستبداد". وأبرز أفتاتي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنّ "البيجيدي" "سيستمرُّ في مواجهة الفساد والاستبداد"، معتبراً أنّ "جهات داخل الدولة تريد العودة بالمغرب إلى الخلف، وسنظلُّ نناهض هذا التوجه الذي يقوده تيار معروف داخل الدولة"، مستدركاً قوله: "جوهر "البام" فاسد، ونحن نمثّل القوة الإصلاحية في البلاد، ولن نتراجع في معركة الفساد والاستبداد".