شيع اليوم، بالعاصمة التونسية إلى مثواه الأخير، جثمان الشيخ العلامة محمد الحبيب بلخوجة، مفتي الجمهورية التونسية السابق والأمين العام الأسبق لمجمع الفقه الإسلامي، بحضور جمع من العلماء والشخصيات الرسمية ومعارف الفقيد وتلامذه. وبوفاة الراحل الشيخ بلخوجة، الذي كان عضوا بأكاديمية المملكة وعرف بمحاضراته الدينية القيمة التي كان يلقيها بانتظام في المغرب وخاصة في إطار الدروس الحسنية الرمضانية، تكون الأمة الإسلامية قد فقدت أحد علمائها البارزين. وكان مجمع الفقه الإسلامي الدولي بجدة قد نعى أمس أمينه العام الأسبق، وقال أمين عام المجمع، أحمد خالد بابكر، في بيان له، إن الفقيد "يعد أحد العلماء البارزين الذين بذلوا حياتهم في سبيل خدمة الدعوة ونشر علوم الشريعة وقيادة مؤسساتها". كما نوه المستشار في الديوان الملكي السعودي وعضو هيئة كبار العلماء في السعودية، الشيخ عبدالله بن منيع، بإسهامات الشيخ محمد الحبيب بلخوجة المتنوعة في خدمة الدين كالبحث والتعليم، مؤكدا أن "الكلمات التي تقال في حق الراحل لا توفيه حقه". وكان الفقيد قد شغل عدة مناصب في تونس والعالم الإسلامي من بينها عميد الكلية الزيتونية للشريعة وأصول الدين، ومفتي الديار التونسية، كما كان عضوا في العديد من مجامع اللغة العربية والمراكز والهيئات الإسلامية العالمية وله مؤلفات عديدة تشمل مجالات الفتوى والدراسات الإسلامية والبحوث الفقهية، من بينها (مواقف الإِسلام) و (المسلمون بين الشريعة والقانون) و(تحقيق منهاج البلغاء وسراج الأدباء) و(يهود المغرب العربي) و(تحقيق الرحلة العلمية ملء العيبة لابن رشيد). وقد ولد الراحل في 24 أكتوبر عام 1922 بتونس العاصمة، وتخرج من كلية الشرعية بجامعة الزيتونية، حيث نال شهادة العالمية عام 1946، ثم الدكتوراه في الأدب العربي من جامعة السربون في فرنسا عام 1964. كما عمل سنة 1951 مدرسا في جامعة الزيتونية، التي تدرج بها في مراتب الأستاذية إلى أن وصل إلى أستاذ للشريعة والدراسات القرآنية عام 1979، ثم عميدا لكلية الشريعة وأصول الدين بين عامي 1970 و1976. ومن 1976 إلى 1984، شغل منصب مفتي للديار التونسية، ثم عين أمينا عام لمجمع الفقه الإسلامي في جدة التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي عام 1984 واستمر في هذا المنصب حوالي 27 عام.