وزّعت المحكمة الزجرية الابتدائية بعين السبع في الدارالبيضاء، مساء اليوم الجمعة، ثلاث سنوات حبسا نافذا في حق مجموعة من الشباب الذين كانوا ينوون الهجرة السرية، عبر باخرة كانت ترسو بميناء الدارالبيضاء. وأدانت المحكمة الابتدائية، في جلستها التي شهدت حضورا مكثفا للعائلات وأصدقائهم، المتابعين البالغ عددهم حوالي 38 فردا، ضمنهم 18 من الأحداث، بشهر حبسا نافذا لكل واحد منهم، حيث ستنتهي العقوبة السجنية الأسبوع المقبل. وفِي الوقت الذي تعالت فيه الفرحة في صفوف عائلات المتهمين داخل القاعة وببهو المحكمة، مرددين "عاش الملك"، متوجهين، صوب السجن المحلي عين السبع "عكاشة" لانتظار فلذات أكبادهم، ظنا منهم أنهم سيغادرونه مساء اليوم، تفاجأ هؤلاء كما عاينت جريدة هسبريس الإلكترونية بإخبارهم بكونهم سيغادرونه الجمعة المقبلة. وقضت العائلات ما يزيد عن ساعتين بالقرب من سجن عكاشة في انتظار مغادرة الأبناء المؤسسة السجنية، قبل أن يخيب أملهم ويشرعون في المغادرة واحدا تلو آخر في حدود السابعة والنصف ليلا. وأكد المحامي عبد الرحيم العلمي، دفاع المتهمين، خلال مرافعته التي طالب من خلالها بالبراءة لموكليه، أنه لا وجود لحالة التلبس، على اعتبار أن الموقوفين لم يتم ضبطهم من طرف ضباط الشرطة القضائية وإنما من طرف مستخدمي الشركة المسيرة للباخرة. ولفت الدفاع، في مرافعته، إلى أن محضر إيقاف هؤلاء الذين وردت أسماؤهم لا يتعلق بالتلبس، كما أنه لم يتم إيقافهم وهم في حالة تخريب، بالتالي تنعدم حالة التلبس يشدد المحامي نفسه. وشدد المحامي العلمي على أن ما يبرز ذلك هو أن المتابعين في هذه القضية أنكروا خلال الاستماع لهم قيامهم بتخريب الممتلكات العامة، وتوحدوا على كلمة بكونهم لم يقوموا بذلك، ناهيك على أن النيابة العامة لم تتابعهم بالهجرة السرية. وما يُبين براءة هؤلاء المتهمين وغالبيتهم قاصرين، بحسب مرافعة الدفاع، كون "ممثل الشركة المتضررة قد غاب عن أطوار المحاكمة؛ وهو ما يؤكد غياب أضرار حقيقية أو مادية، وهذا مؤشر إيجابي"، مشددا على أن المتابعين أبرياء من التهمة الموجهة إليهم. وكان هؤلاء يحاولون الهجرة السرية، عبر باخرة ترسو بميناء الدارالبيضاء؛ غير أن إيقافهم حال دون ذلك، فيما تمكن آخرون يبلغ عددهم 13 فردا من ولوج الباخرة والاختباء فيها، ليجدوا أنفسهم عالقين في دولة كوت ديفوار، بدلا من الوصول إلى الديار الأوروبية، ليتم ترحيلهم صوب المغرب بعد تدخل السلطات المغربية.