هناك مشاكل عويصة تتخبط فيها مجتمعات الدول المتقدمة وتنفق من أجلها ملايين الدولارات من أجل أن تجد حلولا لها ، والحال أن كثيرا من هذه المشاكل يمكن أن تجد لها حلا عبر اتباع النظام الاجتماعي المغربي ! الأمر لا يتعلق بمزحة خفيفة ولا بدراسة طبية حديثة ، هو فقط مجرد حل توصلت إليه بعد طول متابعة للكيفية التي يعيش بها المغاربة البسطاء ، وتلك التي يعيش بها سكان البلدان المتقدمة الغارقين في التخمة والشبع. وأعتقد أن هذا الحل الطريف ، الذي أحتفظ لنفسي ببراءة اختراعه سيكون مفيدا جدا لكثير من المجتمعات الغربية الغنية لمعالجة كثير من أمراضها المزمنة إذا أخذته بعين الاعتبار . فالأمريكيون مثلا ، يمكنهم أن يجدوا حلا ناجعا لمشكل السمنة المفرطة التي تجتاح أجساد خمسين في المائة منهم ، وتهدد بلدهم بالخمول والكسل الاقتصادي ، أمام التقدم الهائل الذي يحققه الاقتصاد الصيني بفضل خفة أصابع الصينيين الذين يتمتعون بأجساد رشيقة لا يتعدى وزن أغلبها ستين كيلوغراما ، بينما يتراوح وزن أكثر من نصف الأمريكيين ما بين مائة ومائتي كيلوغرام من اللحوم والشحوم . الأمريكيون بإمكانهم أن يجدوا حلا سريعا لمشكل السمنة دونما حاجة إلى اللجوء لشفط الدهون بواسطة الأنابيب الشفافة داخل عيادات جراحي التجمل التي تكلف أموالا باهظة ، يكفيهم فقط أن يتخلصوا من أنانيتهم وفردانيتهم ويجتمعوا حول مائدة الأكل كما يفعل المغاربة البسطاء ، وهكذا سيتخلصون من أوزانهم الزائدة في وقت وجيز ، لأن الفرد عندما يأكل رفقة أشخاص آخرين يضطر للحس أصابع يده قبل أن يصل إلى مرحلة الشبع رغما عنه . لكن قبل ذلك يجب على الأمريكيين أن يفرغوا أولا ثلاجاتهم الضخمة من المواد الغذائية التي تعج بالسعرات الحرارية التي تحول الجسد إلى كتلة هائلة من اللحم ، ويقطعوا عنها الكهرباء ، وهكذا عندما يعودون من التسوق يضعون الخضر في صناديق الكارتون داخل مطابخهم كما يفعل المغاربة البسطاء في البوادي النائية ، ويصنعوا القديد من اللحم ويعلقوه في الشمس حتى يفقد قيمته الغذائية . وإذا تتبع الأمريكيون هذه الطريقة المغربية الخالصة في تعاملهم مع الأكل فإنهم سيحصلون بدون شك على أجساد رشيقة . وهكذا ستجد جينيفير لوبيز وكامرون دياز ونيكول كيدمان وغيرهن من حسناوات هوليود أنفسهن يأكلن مثل الجميع ، دونما خوف من زيادة أوزانهن ، ودونما حاجة إلى الالتزام بوصفات الريجيم التي تحدد لهن كميات الطعام بالغرام وكأنهن يأكلن الذهب ! المشكل الوحيد الذي يطرح نفسه هنا بإلحاح شديد هو أن عمال الوجبات السريعة وعلى رأسها ماكدونالد ، التي تحقق رقم معاملات سنوية تفوق الميزانية العامة للمغرب ثلاث مرات سيجدون أنفسهم عرضة للتسريح من مناصبهم . إذن مشاكل الغرب عويصة ومعقدة جدا ، عندما تحل واحدة تتعقد أخرى ، أما نحن فمشاكلنا بسيطة للغاية ، لكنها مع الأسف لا تجد من يحلها ، وهذا هو أكبر مشكل نعاني منه في هذا البلد العزيز ! almassae.maktoobblog.com ""