تعيش ساكنة مجموعة من الدواوير بإقليم برشيد، التابع لجهة الدارالبيضاءسطات، معاناة جمة مع ندرة المياه بسبب الضيعات الفلاحية المنتشرة بالمنطقة. ويشتكي سكان هذه الدواوير من الوضع المتردي وندرة المياه بسبب استنزاف الفرشة المائية من لدن الضيعات الفلاحية التي يملكها فلاحون كبار يتوفرون على آبار عميقة. ويؤكد عدد من السكان بالإقليم أن الوضع المائي لم يعد يحتمل استنزافا أكثر، مشيرين إلى أن استمرار الوضع على ما هو عليه سينذر بكارثة حقيقية للفلاحين الصغار، لا سيما في ظل شح الأمطار. وتتهم ساكنة دواوير بكل من جماعة لحساسنة، وجماعة سيدي المكي، وجماعة المباركيين وجاقمة، وقصبة بنمشيش، وجماعة الفقرا بإقليم برشيد، الحوض المائي بالتقاعس في مواجهة الفلاحين الكبار الذين يستنزفون الفرشة المائية من أجل ضيعاتهم، فيما يعاني الفلاح الصغير من شح المياه. وأكد أحد السكان، في حديث لجريدة هسبريس الإلكترونية، "عدم توفر عدد من الدواوير على الماء بشكل كاف، وهذا يؤثر عليهم ويضاعف معاناتهم". وأضاف أن "الفلاحين الكبار يستخدمون معدات وتقنيات ضخ المياه بقوة لفائدتهم، ما يؤثر على هؤلاء الفلاحين ألصغار". وقال عادل عياط، من ساكنة أحد الدواوير التي تعاني من شح الماء بسبب استنزاف الفرشة المائية، "إننا نعيش حالة يندى لها الجبين، أين نحن من خطابات الملك؟". ويطالب السكان المتضررون، بحسب المتحدث نفسه، ب"طمر الآبار التي لا تتوفر على رخص، وكذا الآبار التي لها أضرار على الساكنة، طبقا للقانون"، مشددا على أن "السكان همهم الوحيد هو تطبيق القانون في حق هؤلاء". وتدخلت سلطات عمالة برشيد، يوم الثلاثاء الماضي، لمنع مسيرة كان يعتزم هؤلاء المتضررون السير فيها إلى العاصمة الرباط للاحتجاج أمام مقر وزارة النقل واللوجستيك والماء. ووعدت السلطات، في لقاء مع لجنة من المحتجين، بإيجاد حل في القريب العاجل وثني الفلاحين الكبار عن استنزاف الفرشة المائية.