في خرجة مثيرة، وجه محمد زيان، المنسق الوطني للحزب المغربي الليبرالي، انتقادات لفشل النموذج التنموي، ذاهبا إلى وصْف تعيين اللجنة الاستشارية التي أُوكل إليها تقديم تصوّر للنموذج التنموي الجديد ب"الانقلاب على الديمقراطية". وقال زيان في ندوة صحافية عقدها في مقر حزبه بالرباط، مساء الثلاثاء، "واش من بعد عشرين سنة من الحكم، عاد نفيقو ونقولو بأننا نشتغل بدون برنامج، هذه كارثة"، مضيفا: "ما كان يجب الانتظار إلى غاية اليوم، بعد عشرين سنة من الحكم، ونأتي لنقول إننا لا نتوفر على برنامج واضح، هذا غلط سياسي كبير". واستطرد المنسق الوطني للحزب المغربي الليبرالي قائلا: "أحترم جلالة الملك، مثلما أحترم الجميع، ولكن ما تقوليش واحد وعشرين عام ونحن نسيّر البلد بدون هدف، نحن لا نتدخل في عمل الملك، فمن حقه أن يستشير مع من يريد حول النموذج التنموي، ولكن نجيو ونقولو للأمة تعالوا نجتمع باش نعرفو أش غادي نديرو، واش عاد دبا غادي نشوفو أش غادي نديرو؟". زيان وجه انتقادا شديدا للجنة الاستشارية للنموذج التنموي، قائلا: "اللجنة تريد توحيد الرؤية الاقتصادية والاجتماعية لجميع المغاربة، عبر أخذ اقتراحات الأحزاب والنقابات والجمعيات، لوضع رؤية موحدة لمستقبل المغرب، وهذا يسمى نظاما شموليا وفاشستيا، وانقلابا ضد الديمقراطية". وتابع: "إذا أراد الملك استشارة أي جهة كانت، حتى من الخبراء الأجانب، فنحن لا نتدخل في هذا، ولكن يجب أن تكون الأولوية للشعب، وأن يكون هو من يختار النموذج التنموي الذي يريد، وليس أن يفرض عليه من طرف لجنة استشارية ربما تكون قد وضعت النموذج الذي يريدون تطبيقه منذ مدة، ويريدون فقط أن يصبغوا عليه طابع الإجماع الوطني". ورفض الحزب المغربي الليبرالي تلبية دعوة اللجنة الاستشارية للنموذج التنموي الجديد بالاستماع الى مقترحاته على غرار باقي الأحزاب السياسية التي جرى الاستماع إليها، معللا موقفه بكون مقترحات الأحزاب السياسية "يجب أن تُقدم إلى الناخبين في إطار البرامج الانتخابية". وقال زيان إن "التصورات السياسية والاقتصادية والتنموية تُقدم إلى الشعب عن طريق الكتلة الناخبة، ولا أحد يحق له أن يقرر مكان الشعب"، مضيفا: "من المستحيل، ديمقراطيا، أن نقف أمام خمسة وثلاثين شخصا (يقصد أعضاء اللجنة الاستشارية)، ونطرح عليهم برنامجنا لكي يختاروا هل ما اقترحناه مقبول أم لا، لأنهم لا يمثلون الشعب المغربي، وإنما الذي يمثل الشعب هو الكتلة الناخبة". زيان هاجم أيضا الأحزاب السياسية التي لبّت دعوة تقديم مقترحاتها للجنة بنموسى، ذاهبا إلى القول إنها "لا تستحق ثقة الشعب المغربي"، مضيفا أن "لجنة بنموسى ستؤدي بنا إلى كارثة"، وزاد: "نحن مستعدون للاستماع إليهم، إذا كان لديهم هم تصور معين، ومستعدون لإدخاله في برنامجنا الانتخابي، أما أن نقدم إليهم نحن مقترحات ليأخذوا أو لا يأخذوا بها، فهذا غير مقبول".