رافقت حشود جماهيرية غفيرة من مختلف الأعمار جثمان الفريق أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الجزائري، إلى مثواه الأخير بمقبرة العالية في العاصمة الجزائرية. كان قايد صالح توفي أول أمس الاثنين، إثر تعرضه لنوبة قلبية بمنزله عن عمر ناهز 80 عاما. وحُمل جثمان الفريق قايد صالح على متن عربة مدفعية مكشوفة رافقها بعض العسكريين وسيارات أمنية عديدة، تولت مهمة إفساح الطريق لتسهيل وصوله إلى المقبرة. وواجه الموكب الجنائزي صعوبة كبيرة في اتباع المسار المحدد له على مسافة كيلومترات عديدة، بسبب انضمام الآلاف من المشيعين الذين احتشدوا بساحات قصر الشعب وأديس أبيبا والوئام الوطني وشارع جيش التحرير على الطريق السريع إلى الموكب، على الرغم من التدابير الأمنية المشددة. وبمحيط مقبرة العالية تجمع الآلاف من الأشخاص ينتظرون وصول الموكب الجنائزي وهم يرددون: "الله أكبر الجيش والشعب خاوة خاوة والقايد صالح مع الشهداء". وشبّه العديد من الأشخاص، في مداخلاتهم عبر مختلف المحطات التلفزيونية الحكومية والخاصة، جنازة الفريق قايد صالح بجنازة الرئيس الأسبق هواري بومدين الذي شيّعه مئات الآلاف من الناس قبل 40 عاما. وألقى كبار المسؤولين في الجزائر النظرة الأخيرة، صباح اليوم، على جثمان الفريق أحمد قايد صالح، بقصر الشعب القريب من القصر الرئاسي في وسط العاصمة الجزائرية. وتقدم عبد المجيد تبون، رئيس الجمهورية الجزائرية، جموع المعزين وقدم تعازيه إلى أبناء الفقيد الأربعة. كما قام اللواء سعيد شنقريحة، رئيس الأركان الجديد بالنيابة قائد القوات البرية، ومختلف القادة العسكريين، إلى جانب أعضاء الحكومة، بتقديم واجب العزاء. وكان الرئيس تبون أقر حدادا وطنيا لثلاثة أيام، وسبعة أيام للمؤسسات العسكرية، بينما دعت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف إلى إقامة صلاة الغائب بعد صلاة الظهر مباشرة.