سنوات متواصلة من العمل العسكري لم ير فيها الجنود ابتسامة سعيد شنقريحة، سوى مرة واحدة؛ هكذا يقدم الجزائريون خليفة الفريق قايد صالح، قائد أركان الجيش، الذي عينه رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، صباح الإثنين، ناقلا إياه من قيادة القوات البرية التي تولاها أواخر سنة 2018. القائد الجديد اشتغل على امتداد سنوات إلى جانب قيادة جبهة البوليساريو، إذ تولى قيادة المنطقة العسكرية الثالثة، (غير بعيدة عن الجنوب الشرقي المغربي سوى ب85 كيلومترا)، وعرف باشتغاله الكبير في مجال الدبابات العسكرية والمدرعات الحربية، على امتداد فترة عمله بالجيش الوطني الجزائري. وطوال سنوات اشتغاله، استقر شنقريحة بالناحيتين العسكريتين الجنوبية والغربية، بمدن بلعباس وتندوف ووهران وبشار، وعرف بتنقلاته الكثيرة، من خلال توليه مسؤوليات قيادة "الألوية" و"الجمهرة" و"الفرق"؛ وسطع نجمه أثناء عمله بالفرقة الثامنة بالغرب الجزائري، أثناء فترة حرب العسكر على الإرهاب، المعروفة ب"العشرية السوداء". ولد شنقريحة سنة 1945 بمدينة بسكرة (73 سنة)، شارك في حرب المغرب سنة 1963، والحرب ضد إسرائيل سنتي 1967 و1973، وكان عضوا في سلاح المشاة خلالهما، قبل أن يتدرج في مختلف الرتب العسكرية، بداية بالعميد سنة 1998، واللواء سنة 2003، كما نال وسام الشرف. وخرج شنقريحة غير ما مرة بتصريحات مستفزة للمغرب، آخرها يعود إلى سنة 2016، إذ دعم علانية "حق جبهة البوليساريو في تأسيس دولة مستقلة على أرض الصحراء"، متهما المملكة بالسعي وراء إجهاض المحاولات التي يقوم بها الصحراويون من أجل ذلك، "من خلال مناورات دنيئة"، على حد تعبيره. وتعلم الرجل القواعد العسكرية أثناء دراسته بالأكاديمية العسكرية البريطانية الأمريكية؛ ومعلوم أنه لا يتقن الفرنسية بشكل جيد، مقارنة باللغة الإنجليزية، كما عرف عنه قربه الشديد من الفريق الراحل أحمد القايد صالح، وتصنفه وسائل الإعلام الجزائرية "الرجل الثاني" داخل الجيش الوطني الشعبي. وحصل شنقريحة على عديد الدبلومات العسكرية في التكوين الأساسي، والدروس التطبيقية، فضلا عن دروس من النقباء بخصوص سلاح المدرعات، وقيادة سرية الدبابات، ثم دروس بشأن قيادة الأركان، والدراسات العليا الحربية؛ ما يجعله امتدادا لنفس جيل القايد صالح، الذي لا تفصله عنه سوى 5 سنوات عمريا.